التخطي إلى المحتوى

الصالح نيوز :
قرابة غير متوقعة بين المغاربيين والأوربيين منذ ما قبل التاريخ

الصالح نيوز : 
  قرابة غير متوقعة بين المغاربيين والأوربيين منذ ما قبل التاريخ
الصالح نيوز :
قرابة غير متوقعة بين المغاربيين والأوربيين منذ ما قبل التاريخ


الصالح نيوز :
قرابة غير متوقعة بين المغاربيين والأوربيين منذ ما قبل التاريخ

قرابة غير متوقعة بين المغاربيين والأوربيين منذ ما قبل التاريخ

دراسة جينية جديدة تظهر أن صيادي القارة العجوز عبروا البحر الأبيض المتوسط إلى شمال أفريقيا قبل أكثر من 8 آلاف عام، مما يسلط الضوء على الهجرة والتبادل الثقافي بين القارات منذ فجر البشرية.

تونس – أظهرت دراسة رائدة أن الصيادين الأوروبيين عبروا البحر الأبيض المتوسط إلى شمال أفريقيا قبل أكثر من 8 آلاف عام، مما يسلط الضوء على فصل جديد في تاريخ الهجرة والتبادل الثقافي بين القارات في عصور ما قبل التاريخ.

وشارك في هذا البحث عدد من المؤسسات الدولية، من بينها جامعة هارفارد (أميركا)، ومعهد ماكس بلانك (ألمانيا)، والمجلس القومي للبحوث في إيطاليا، والمعهد الوطني للتراث (تونس)، والمركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ، والأنثروبولوجيا، والتاريخ (الجزائر)، ومعهد علم الأحافير البشرية (فرنسا)، وجامعة فيينا (النمسا)، وجامعة سابينزا في روما (إيطاليا)، ومؤسسة ISMEO الإيطالية للدراسات المتوسطية والشرقية.

وحلل الباحثون بيانات جينومية لتسعة أفراد عاشوا في شرق المغرب العربي بين 15,000 و6,000 عام مضى، وكشفت النتائج عن نمط مذهل من الاستمرارية الجينية.

ورغم وجود مساهمة جينية محدودة من المزارعين الأوروبيين—بأقل من 20% عمومًا—إلا أن تأثيرهم كان أقل بكثير مما لوحظ في المناطق الشمالية من البحر الأبيض المتوسط، حيث حلّت المجموعات الزراعية محل الصيادين الأصليين. تدعم الأدلة الجينية والثقافية الفكرة القائلة بأن المجتمعات المحلية في شرق المغرب العربي أظهرت مقاومة ملحوظة للتغيرات الزراعية، مما سمح لها بالحفاظ على استمراريتها إلى حد كبير.

ومن بين الاكتشافات الأكثر إثارة في الدراسة، وجود أنساب مرتبطة بصيادي أوروبا في بعض الأفراد التونسيين، مما يعد أول دليل جيني واضح على التفاعل بين السكان الأوائل لأوروبا وشمال أفريقيا.

 يشير هذا الاكتشاف إلى أن الطرق البحرية عبر مضيق صقلية سهلت التفاعلات البشرية في البحر الأبيض المتوسط قبل ما كان يعتقد سابقًا. كما يعزز العثور على حجر السج من جزيرة بانتليريا البركانية في موقع هرقلة الأثري بتونس من الأدلة على وجود روابط بين ضفتي المتوسط خلال هذه الحقبة.

ورغم عدم العثور على قوارب تعود إلى تلك الفترة في شمال أفريقيا، فإن اكتشاف زوارق خشبية تعود إلى 7,000 عام في بحيرة براكيانو بإيطاليا يشير إلى أن الإبحار في أعالي البحار كان ممكنًا من الناحية التكنولوجية خلال ذلك الزمن.

مسار مختلف للعصر الحجري الحديث في شمال أفريقيا
على عكس المغرب (غرب المغرب العربي)، حيث وصلت نسبة الأصول الجينية للمزارعين الأوروبيين إلى 80% في بعض المجموعات، كان التأثير الجيني للمزارعين في شرق المغرب العربي أكثر محدودية.

ويبدو أن إدخال إنتاج الغذاء في المنطقة تم عبر مزيج من الهجرة المتقطعة، والتبادل الثقافي، والانتشار التدريجي للمعرفة، بدلاً من الاستبدال السكاني الكامل.

ومن النتائج المهمة الأخرى في الدراسة تحديد أصول جينية قديمة مرتبطة بالمشرق في شرق المغرب العربي، يُرجح أنها جاءت بعد عدة قرون من وصول المزارعين الأوروبيين.

ويرتبط هذا التأثير الجيني غالبًا بإدخال الحيوانات المدجنة، مثل الأغنام والماعز، من قبل مجموعات رعوية مبكرة انتقلت غربًا من جنوب غرب آسيا.

التكيف والمقاومة في وجه التغيير
تخلص الدراسة إلى أن شرق المغرب العربي كان منطقة ذات مقاومة جينية وثقافية قوية. ففي الوقت الذي شهدت فيه مناطق أخرى من البحر المتوسط تحولات سكانية واسعة نتيجة انتشار الزراعة—بما في ذلك المغرب وغرب شمال أفريقيا—احتفظت مجتمعات الصيادين في شرق المغرب العربي بوجودها حتى العصر الحجري الحديث.

 تشير الأدلة الأثرية إلى أن هذه المنطقة تميزت بعدم تبني الزراعة بالكامل، خلافًا للمجتمعات في المغرب، ومصر، وجنوب أوروبا. لم تصبح الزراعة جزءًا أساسيًا من النسيج الاقتصادي في شرق المغرب العربي حتى الألفية الأولى قبل الميلاد، واعتمد السكان بدلًا من ذلك على الرعي، وتربية الأغنام والماعز، مع استمرارهم في جمع الحلزون البري، وصيد الحيوانات، وجمع الموارد النباتية.

تكشف الدراسة أن مقاومة هذه المنطقة لانتشار الزراعة حتى العصر الحديدي رافقتها مقاومة مماثلة لاستيعاب الأنساب الجينية للمزارعين، مما يوفر مثالًا لافتًا على ارتباط الاستراتيجية الاقتصادية بالهوية الجينية.

تعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تحلل التاريخ الجيني للعصر الحجري الحديث في شمال أفريقيا، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعلات بين المجتمعات القديمة في البحر المتوسط. كما تؤكد أهمية البحث متعدد التخصصات الذي يجمع بين علم الوراثة، وعلم الآثار، والأنثروبولوجيا لإعادة بناء التاريخ البشري العميق.

الصالح نيوز :
قرابة غير متوقعة بين المغاربيين والأوربيين منذ ما قبل التاريخ

الصالح نيوز :
قرابة غير متوقعة بين المغاربيين والأوربيين منذ ما قبل التاريخ
#قرابة #غير #متوقعة #بين #المغاربيين #والأوربيين #منذ #ما #قبل #التاريخ