واشنطن – أثبتت دراسة حديثة ارتباط طريقة التنفس أثناء النوم بتطور الذاكرة، مؤكّدة أن ايقاع التنفس يعتبر بمثابة المحرك الذي يساعد في تنسيق العمليات الدماغية المختلفة التي تشارك في تعزيز الذاكرة.

وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن إيقاع النفس خلال النوم يرتبط بموجات الدماغ التي تعرف باسم التذبذبات البطيئة في منطقة الحصين وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلُّم.

وأوضح باحثون في جامعة نورث ويسترن الأميركية أهمية النتائج التي توصلوا إليها، مؤكّدين أنها تساعد في دراسة حالات مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو تعطله وهي أعراض وجدت أبحاث عدة أنها ترتبط لاحقًا بضعف الذاكرة والقدرات المعرفية.

وانقطاع التنفس أثناء النوم هو حالة مرضية تتصف بانقطاع النفس كليا بشكل مؤقت لثوان معدودة وبصورة متكررة أو انقطاع جزئي عندما ينخفض جريان الهواء بنسبة تتجاوز 50 بالمئة لمدة ثوان أيضا، مما يحرم الجسم والدماغ من أخذ كمية كافية من الأكسجين.

وأوضحت أستاذة علم الأعصاب في جامعة نورث وسترن كريستينا زيلانو أنه “لتعزيز الذكريات تظهر ثلاثة تذبذبات عصبية خاصة، وتتزامن في الحصين أثناء النوم، لكن كان يُعتقد سابقًا أنها تحدث في أوقات عشوائية”، مضيفة “لقد اكتشفنا أن هذه التذبذبات يجري تنسيقها من خلال إيقاعات التنفس”.
فخلال ساعات النوم، يدمج الدماغ ويعزز المعلومات الجديدة التي تعلمها على مدار اليوم، إضافة إلى المعرفة السابقة لتخزينها واستخدامها على المدى الطويل.

واعتمدت الدراسة على تحليل نشاط منطقة الحصين لستة مرضى مصابين بالصرع، أثناء الليالي الخالية من أي نوبات. ووجدوا أن نشاط التذبذبات البطيئة في منطقة الحصين حدث في منطقة محددة من دورة التنفس، ما يعني أن إيقاع التنفس عامل حاسم لتعزيز الذاكرة.

وقال الدكتور أندرو شريف والذي شارك أيضاً في الدراسة “يعتمد توطيد الذاكرة على تنسيق موجات الدماغ أثناء النوم، وتُظهر دراستنا أن هذه العملية مرتبطة بشكل وثيق بالتنفس”، مؤكّدا أن هذه الدراسة تؤكد أهمية سعي الأشخاص الذين يعانون انقطاع التنفس أثناء النوم إلى الحصول على علاج لهذه الحالة.

وأثبتت دراسات سابقة تسبب انقطاع النفس النومي في مجموعة من المضاعفات الخطيرة، حيث يرتبط بزيادة في مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتة الدماغية، بالإضافة الى زيادة الوزن ومشاكل في الكبد.