الصالح نيوز : فيبي مار.. رحيل مرجع الشؤون العراقية وواضعة سيناريوهاته المستقبلية

شفق نيوز/ توفيت المؤرخة والعالمة الأمريكية البارزة فيبي مار، المعروفة بأبحاثها الشاملة حول التاريخ الحديث للعراق، عن عمر ناهز 93 عامًا.

وقد أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى وفاتها، مسلطة الضوء على إرثها الأكاديمي وإسهاماتها الكبيرة في توثيق وتحليل تاريخ العراق الحديث.

وتعد مار واحدة من أبرز الخبراء الذين ساهموا في دراسة وتحليل التاريخ السياسي والاجتماعي للعراق على مدار عقود.

وُلدت مار في 21 سبتمبر 1931 في ماونت فيرنون، نيويورك، وبدأ شغفها بالشرق الأوسط خلال دراستها الجامعية في كلية بارنارد بمنهاتن، حيث تخصصت في التاريخ الدبلوماسي، وواصلت دراساتها العليا لتحصل على درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من كلية رادكليف، والدكتوراه في تاريخ الشرق الأوسط من جامعة هارفارد.

بدأت رحلتها مع العراق بزيارة إلى بغداد أواخر خمسينيات القرن الماضي، حيث سعت إلى تعميق فهمها للغة العربية والثقافة المحلية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت مرجعًا رئيسيًا في الشؤون العراقية.

عملت مار أستاذة للتاريخ في عدة جامعات أمريكية، منها جامعة تينيسي وجامعة ستانيسلاوس في كاليفورنيا، كما شغلت منصب أستاذة بحثية في جامعة الدفاع الوطني.

وعقب تقاعدها، استمرت مار في تقديم مساهماتها الفكرية، حيث عملت زميلة بارزة في معهد الولايات المتحدة للسلام، وركزت على رسم سيناريوهات مستقبلية للعراق.

أبرز مؤلفاتها كتاب “التاريخ الحديث للعراق”، الذي يُعتبر مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بالشأن العراقي، كما كانت عضوًا في عدة مجالس ومنظمات متخصصة، منها مجلس سياسة الشرق الأوسط ومركز هولينجز للحوار الدولي.

كانت آراؤها وتحليلاتها محط اهتمام خلال أحداث مفصلية في تاريخ العراق الحديث، مثل محاكمة صدام حسين وما أعقب الغزو الأمريكي من تحولات سياسية، ورغم تصاعد الانقسامات الطائفية في العراق، أكدت مار دائمًا على إمكانية تحقيق التماسك الوطني، مع اعترافها بتعقيد الأوضاع السياسية في البلاد.