غزة – شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على قطاع غزة اليوم الخميس استهدفت منصة قال إنها استخدمت لإطلاق صاروخ، ما يشكل خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة، حيث سقطت داخله، بينما لم يصدر تعقيب من الفصائل الفلسطينية بالقطاع بشأن الغارة، إلا أن شهود عيان قالوا إن “طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخا واحدا على أرض زراعية شرقي مخيم البريج وسط القطاع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات”.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ من غزة، لكنها ليست الأولى التي يشن فيها غارة جوية على القطاع منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس هدد رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” رونين بار بالتصعيد الأمني في قطاع غزة، مشيرا إلى أن قواته “في حالة استعداد عالية للتعامل مع سيناريوهات مختلفة”.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
بيد أنه تم رصد انتهاك تل أبيب للعديد من بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أعلنت حركة حماس الاثنين تجميد إطلاق سراح أسرى إسرائيليين مقرر الإفراج عنهم السبت المقبل، لحين وقف هذه الانتهاكات، والتزام تل أبيب بأثر رجعي بالبرتوكول الإنساني للاتفاق في ظل الأوضاع الكارثية في غزة.
لكن متحدث حماس عبداللطيف القانوع قال اليوم الخميس، إن الحركة جاهزة لاستئناف عملية تبادل الأسرى السبت المقبل إذا التزمت إسرائيل ببنود الاتفاق، لافتا إلى “مؤشرات إيجابية” بالخصوص.

وأعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع اليوم الخميس أن الكارثة الانسانية مستمرة في غزة رغم الهدنة، داعيا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر.

وبعد زيارة ميدانية، قال يورغي موريرا دا سيلفا، وهو أيضا مساعد للأمين العام للأمم المتحدة، “بالإضافة إلى المعاناة الإنسانية الهائلة، شهِدت أيضا درجة لا يمكن تصوّرها من دمار البنية التحتية والمنازل، وحجما هائلا من الأنقاض”.

ونبه إلى أنّ إزالة الحطام والركام الناجمين عن النزاع ستستغرق سنوات، داعيا إلى وقف مستدام لإطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإيصال للمساعدات الإنسانية من دون معوّقات.

وتحوّل جزء كبير من القطاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية المدنية، إلى أنقاض جراء العملية العسكرية الإسرائيلية التي استمرّت حوالي 15 شهرا، وأعقبت هجوما غير مسبوق نفذته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة أنّ إعادة إعمار غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية سيتطلّبان أكثر من 53 مليار دولار، من بينها 20 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى فقط.

وقال دا سيلفا إنّ “مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع على استعداد لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار هذا، وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة”.