دمشق – شنّت طائرات إسرائيلية مساء اليوم الاثنين غارات جوية استهدفت محيط مدينة طرطوس غرب سوريا، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية “سانا”، دون تسجيل أي خسائر بشرية، فيما تأتي هذه الضربات بعد توعد وزير الدفاع الإسرائيلي بالتدخل ضد قوات الشرع في حال المساس بالدروز، على خلفية الاشتباكات الأخيرة بين عناصر من الأمن السوري ومسلحين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن “انفجارا وقع الاثنين قرب مرفأ مدينة طرطوس الساحلية السورية تزامنا مع تحليق طيران يرجح أنه إسرائيلي”. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه استهدف بغارات جوية موقعا عسكريا في منطقة القرداحة بمحافظة اللاذقية غربي سوريا، مشيرا إلى أنه “يستخدم لتخزين وسائل قتالية تابعة لنظام الأسد”.

ومنذ اللحظة الأولى للإطاحة بنظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استغلت إسرائيل الوضع وقامت باحتلال منطقة جبل الشيخ الاستراتيجية والمنطقة العازلة، كما شنت غارات جوية دمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش.
والثلاثاء، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتنفيذ جيش بلاده غارات على العاصمة دمشق، مهددا بأن “أية محاولة من قبل قوات النظام السوري للتمركز في المنطقة الأمنية جنوب سوريا سيتم الرد عليها بالنيران”.
ووقتها، قال كاتس في بيان لمكتبه “الآن يقوم سلاح الجو بمهاجمة جنوب سوريا بقوة كجزء من السياسة الجديدة التي حددناها لإخلاء جنوب سوريا من السلاح – والرسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا أن يصبح جنوب لبنان”، متابعا “لن نعرض أمن مواطنينا للخطر”.
وحذّر الأردن اليوم الاثنين من “التبعات الكارثية” على أمن واستقرار المنطقة، جراء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وذلك خلال لقاء بين وزيري خارجية البلدين الأردني أيمن الصفدي والسوري أسعد الشيباني، في القاهرة، على هامش الاجتماع التحضيري للقمة العربية، وفق بيان للخارجية الأردنية.
وتستضيف القاهرة غدا الثلاثاء قمة عربية طارئة تبحث التطورات الخطيرة في فلسطين والوصول لقرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير، وفق هيئة الاستعلامات المصرية.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية، وتعتزم عرضها على قمة الثلاثاء.
وذكر البيان الأردني أن الصفدي والشيباني، أجريا مباحثات موسعة “تناولت تطورات الأوضاع في سوريا”. وأكد وزير الخارجية الأردني على “موقف عمان الداعم لدمشق وأمنها واستقرارها ووحدتها كما أدان الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، محذرًا من “التبعات الكارثية على استقرار المنطقة”.
ودعا إلى “ضرورة تفعيل القانون الدولي، وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي السورية”.