الصالح نيوز :
علم الجينات يقطع أول شوط لإعادة الماموث للحياة
علم الجينات يقطع أول شوط لإعادة الماموث للحياة
الصالح نيوز :
علم الجينات يقطع أول شوط لإعادة الماموث للحياة
علم الجينات يقطع أول شوط لإعادة الماموث للحياة
واشنطن – غالبًا ما تبدأ أعظم الاكتشافات في عالم البحث العلمي بإنجاز صغير جدًا، قد يكون بحجم فأر، وهو تحديدا ما توصل اليه الباحثون ضمن الجهود الجدلية لإعادة الماموث الصوفي إلى الحياة بعد انقراضه.
وكشفت شركة “كولوسال بيوساينسز” عن أول “فئران صوفية” في العالم، بعدما قامت بتعديل وراثي للقوارض لجعلها تنمو فراءً سميكًا ودافئًا باستخدام الحمض النووي للماموث، بحسب ما نقله موقع “ديلي ميل” البريطاني.
ورغم أنها ليست مرعبة بما يكفي لتكون نجمة في فيلم “حديقة الديناصورات” القادم، إلا أن “كولوسال” تؤكد أن هذه الفئران الصغيرة قد تمهد الطريق لعودة العمالقة المنقرضين إلى الأرض من جديد.
من خلال مقارنة الحمض النووي القديم للماموث بجينات الأفيال الحديثة، تمكن فريق “كولوسال” من “إحياء” الصفات الفيزيائية التي ساعدت الماموث في البقاء في البيئات الباردة.
عبر تعديل ثمانية جينات رئيسية فقط، تم تصميم الفئران لتُظهر اختلافات كبيرة في لون الفراء وملمسه وطوله وكثافته.
وفي المستقبل، يمكن استخدام هذه التقنية نفسها على الأفيال لإنتاج جيل جديد من الماموث الصوفي، الذي قد يتم إطلاقه في البرية.
وقالت الدكتورة بيث شابيرو، كبيرة العلماء في “كولوسال”، لموقع “ميل أونلاين”: “الفأر هو دليل على نجاح طريقتنا في إعادة إحياء الأنواع المنقرضة – بدءًا من التحليل الجيني، إلى ربط الطفرات القديمة بالصفات الفيزيائية، إلى إدخال هذه التعديلات الجينية في كائن حي ومراقبة التغييرات المتوقعة”.
لإنشاء الفئران الصوفية، بدأ الباحثون بتحديد الجينات المسؤولة عن جعل الماموث “صوفيًا”.
تتقاسم الأفيال الآسيوية الحديثة حوالي 95 بالمئة من جيناتها مع الماموث الصوفي، مما يجعلها أقرب إليه من الأفيال الإفريقية.
لذلك، من خلال دراسة دقيقة للحمض النووي لكل من الماموث والأفيال الآسيوية، تمكن الباحثون من تحديد “الجينات الرئيسية” التي تميز النوعين عن بعضهما البعض.
وتوضح الدكتورة شابيرو: “تحليلاتنا الجينومية المقارنة بين الماموث والأفيال حددت الجينات التي تغيرت في الماموث منذ أن انفصل عن الأفيال، وهي الجينات التي يُعتقد أنها ضرورية لجعل الماموث يشبه الماموث أكثر”.
في المجمل، جمعت “كولوسال” مجموعة بيانات تتكون من 121 جينومًا للماموث والأفيال، وقارنتها للعثور على 10 جينات متوافقة مع فسيولوجيا الفئران.
تتعلق هذه الجينات بطول الشعر وكثافته وملمسه ولونه، بالإضافة إلى “استقلاب الدهون”، الذي يتحكم في كيفية تخزين الحيوانات للدهون، وهو عامل رئيسي للبقاء في الظروف الباردة.
استخدم العلماء مجموعة من أدوات التعديل الجيني لإجراء ثمانية تعديلات متزامنة على الشفرة الجينية لأجنة الفئران المخصبة.
وبعد السماح لهذه الأجنة بالنمو في المختبر، تم زرعها في أمهات بديلة، اللواتي أنجبن فئرانًا تحمل في مجموعها سبعة جينات معدلة.
على سبيل المثال، حصلت جميع الفئران الصوفية على تعديل في جين يُعرف باسم “عامل نمو الأرومة الليفية 5” (FGF5)، مما تسبب في نمو شعرها ليصبح أطول بثلاث مرات من المعتاد.
وبالمثل، فإن كلاً من الماموث الصوفي والفأر الصوفي لديهما طفرات جينية تجعل فراءهما مموجًا وأشقر بدلًا من أن يكون داكنًا وقصيرًا.
وقال بن لام، الرئيس التنفيذي ومؤسس “كولوسال”، لموقع “ميل أونلاين”: “نظرًا لأن فئراننا الصوفية تمتلك فراءً أكثر كثافة من الفئران المخبرية العادية، نتوقع أن تفضل درجات حرارة أكثر برودة”.
وأضاف: “خلال العام المقبل، وبمجرد موافقة مجلس الأخلاقيات لدينا، سنجري تجارب معيارية على الفئران لدراسة ما إذا كانت هذه التعديلات الجينية تجعلها أكثر تكيفًا مع المناخات الباردة تحت أنظمة غذائية مختلفة”.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، يؤكد لام أن الاختلاف الرئيسي هو أنها “لطيفة بشكل لا يُصدق”.
في المستقبل، يمكن تطبيق هذه التقنيات نفسها على الحمض النووي للأفيال لإعادة الماموث إلى الحياة.
تخطط “كولوسال” لأخذ جينوم فيل كامل وإدخال جينات تجعله أقرب إلى الماموث.
وسيكون الناتج مزيجًا من الفيل والماموث، بحيث يشبه الماموث في الشكل والسلوك والوظائف البيئية.
ويقول لام: “نحن على المسار الصحيح للحصول على أول أجنة ماموث بحلول نهاية 2026، وبعد 22 شهرًا، نأمل في ولادة أول عجول ماموث معدلة وراثيًا بحلول نهاية 2028”.
وفي النهاية، تخطط الشركة لإعادة توطين مناطق من كندا أو ألاسكا بمجموعات من الماموث ذاتية الاكتفاء في المستقبل القريب.
ومع ذلك، لا يقتنع الجميع بأن هذا التطور يُعد خطوة كبيرة نحو ولادة ماموث صوفي كما يبدو.
تقول الدكتورة ألينا بانس، المحاضِرة في علم الوراثة بجامعة “هيرتفوردشاير”: “قد يكون استخدام الفئران لفحص العلاقات بين الجينات والصفات الفيزيائية واختبار الفرضيات المتعلقة بالحمض النووي للكائنات المنقرضة مفيدًا، لكنه ليس ابتكارًا كبيرًا بحد ذاته”.
وتضيف بانس أن “كولوسال” توحي بأن جينات الماموث أُدخلت إلى الفئران، ولكن من خلال الورقة البحثية الأولية، يتضح أن التعديل الجيني في هذه الفئران اقتصر على تعطيل وظائف عدة جينات في وقت واحد.
وبالمثل، تساءل بعض الخبراء عما إذا كان من الممكن نقل هذه النتائج إلى الأفيال بشكل فعّال أو أخلاقي.
يقول الدكتور دينيس هيدون، الباحث في علم الوراثة بجامعة إدنبرة: “بالتأكيد، يُعد هذا تقدمًا في تسريع التعديلات الجينية اللازمة للتمييز بين الأنواع المختلفة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه التعديلات وحدها كافية لتحويل فيل قليل الشعر إلى كائن صوفي”.
ويضيف: “هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم جينوم الماموث بشكل أعمق أو حتى لتصنيعه، من أجل تجاوز هذه التعديلات السطحية وخلق كائن يمكنه، على سبيل المثال، التصرف بشكل مناسب للعيش في ظروف القطب الشمالي”.
لكن أكبر العقبات التي يجب التغلب عليها هي الفارق الكبير بين فترات الحمل لدى الفئران والأفيال.
في حين أن الفئران تلد عادةً بعد ثلاثة أسابيع فقط من الحمل، تستغرق الأفيال حوالي عامين – وهي أطول فترة حمل لأي حيوان على الإطلاق.
وبعد ولادة الفيل الصغير، يستغرق الأمر عادةً بين 10 و14 عامًا حتى يصل إلى مرحلة النضج الجنسي.
وفي الوقت نفسه، فإن تقنيات التكاثر المساعدة لم تحقق نجاحًا كبيرًا في الأفيال، مما يجعل استيلاد أجيال متعددة عملية صعبة وطويلة.
يقول البروفيسور دوشكو إيليك، الباحث في علم الخلايا الجذعية في “كينغز كوليدج لندن”: “يثير هذا تساؤلات حاسمة: كم عدد إناث الأفيال التي ستحتاج إلى الخضوع لحمل تجريبي لإنجاب ‘فيل صوفي’؟ وكم من الوقت سيستغرق الأمر قبل ولادة أول كائن هجين من هذا النوع؟”.
في ورقتهم البحثية الأولية، يعترف باحثو “كولوسال” بهذه المشكلة.
وتكتب الدكتورة روي تشين، الباحثة الرئيسية، وزملاؤها: “إن فترة الحمل التي تمتد لـ 22 شهرًا لدى الأفيال، وخطها الزمني الطويل للتكاثر، تجعل التقييم التجريبي السريع أمرًا غير عملي”.
كما تشير الورقة إلى أن الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بالتلاعب التجريبي بالأفيال، وهي فصيلة مهددة بالانقراض ذات هياكل اجتماعية معقدة وقدرات معرفية عالية، تتطلب اتباع نهج بديل للاختبارات الوظيفية.
لهذا السبب تحديدًا، استهدفت “كولوسال” الفئران كنموذج اختبار لتقنيات الهندسة الوراثية قبل محاولة تطبيقها على الأفيال.
وتختتم الدكتورة شابيرو قائلة: “يوفر نموذج الفأر طريقة سريعة وصارمة وأخلاقية لاختبار الفرضيات حول العلاقة بين تسلسل الحمض النووي والصفات الفيزيائية لمشروع الماموث الصوفي الخاص بنا”.
الصالح نيوز :
علم الجينات يقطع أول شوط لإعادة الماموث للحياة
الصالح نيوز :
علم الجينات يقطع أول شوط لإعادة الماموث للحياة
#علم #الجينات #يقطع #أول #شوط #لإعادة #الماموث #للحياة
