الخرطوم – قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الخميس بسبب الانتهاكات التي طالت المدنيين ورفض المضي في محادثات السلام رغم قرار البرهان تشكيل لجنة تحقيق باتهامات طالت أفرادا من الجيش بارتكاب جرائم وقتل مدنيين في قرى بولاية الجزيرة (وسط).
وقال أحد المصادر، وهو دبلوماسي، إن سبب هذه الخطوة هو استهداف القوات المسلحة السودانية للمدنيين والبنية الأساسية المدنية ومنع وصول المساعدات وكذلك رفض المشاركة في محادثات السلام العام الماضي.
وتأتي محاولة تشكيل اللجنة لتجنب الضغوط والانتقادات التي تتعرض لها قوات الجيش السوداني من قبل منظمات حقوقية محلية دولية وقوى سياسية بسبب انتهاكات وصفت بالجسيمة.
وأصدر البرهان قرار تشكيل اللجنة من خلال بيان لمجلس السيادة بعد أن اتهمت قوى مدنية وسياسية، الاثنين، أفرادا في الحيش السوداني بارتكاب “انتهاكات” في ود مدني وقرى شرقي الجزيرة بعد سيطرة الجيش عليها، وقتل 13مدنيا في قرية كمبو طيبة”، وفق وسائل إعلام محلية.
وقال البيان، إن رئيس مجلس السيادة أصدر قرارا بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي وقعت بكمبو طيبة بولاية الجزيرة.

ونص القرار على أن “تكون مهام اللجنة جمع الأدلة والتحقيق، والحصول على الشهادات والأقوال، واستدعاء الأشخاص المعنيين بالأحداث، وجمع الشهود” مشيرا إلى أن مهام اللجنة تتمثل أيضا “في توثيق جميع الخطوات والإجراءات التي تم اتخاذها خلال عملية التحقيق، وإعداد تقرير مفصل عن الحقائق والنتائج التي يتم التوصل إليها، والتنسيق مع الجهات الحكومية والقانونية والأمنية بالولاية”.
وحدد القرار مدة زمنية لا تتجاوز أسبوعا، كي ترفع اللجنة تقريرها الختامي إلى الجهات المختصة فيما يعتقد أن هذه الفترة الزمنية تظل غير كافية لمعرفة حيثيات هذه الانتهاكات والمتورطين فيها والاستماع لكل الشهادات ما يشير الى أنها مجرد تغطية على المتسببين الحقيقيين والمعروفين عن تلك المجازر لتجنب الضغوط الغربية.
وتعرض الجيش السوداني كما هو الحال مع قوات الدعم السريع لانتقادات واسعة من قبل منظمات حقوقية دولية بارتكاب تجاوزات وانتهاكات ضد المدنيين لكن مع التقدم الميداني الذي أحرزه الجيش مؤخرا باتت الأصابع توجه لقوات البرهان بشكل كبير في ظل رغبة جامحة لتحقيق حسم عسكري سريع. 
وفي وقت سابق الأربعاء، أعربت منسقة الشئون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان، كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان، عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجمات حديثة ضد المدنيين في قرى بولاية الجزيرة.
وأضافت سلامي، “إنني أدين بشدة أي شكل من أشكال العنف ضد المدنيين، ويجب حماية المدنيين في النزاعات المسلحة”.
والثلاثاء، أدان الجيش السوداني “التجاوزات الفردية” التي حدثت في بعض مناطق ولاية الجزيرة عقب تحرير ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة لكن تلك الإدانة لم تقنع أهالي الضحايا أو المنظمات الحقوقية الدولية.
والسبت، أعلن الجيش دخول ود مدني، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات “الدعم السريع”.
ويخوض الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.