بغداد – نظمت ثلاث عشائر في محافظة البصرة بالعراق احتجاجات أمام حقل غرب القرنة 2، نددت خلالها بتدهور الخدمات وتفشي البطالة في منطقتهم رغم ثرواتها الطبيعة، متهمة السلطات بتهميش المحافظة المنتجة للنفط.

ونقل موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي عن ممثل التظاهرة علي صباح الشغانبي إن “عشائر الشغانبة والببخيت والهليجية نظمت تظاهرة سلمية واسعة للمطالبة بحقوقها المشروعة”.

وتضم البصرة التي تعرف باسم “فينيسيا الشرق الأوسط” بسبب قنواتها المائية ومواقعها الطبيعية، العديد من الحقول النفطية مثل حقل مجنون، حقل نهران عمر وحقل غرب القرنة وتحتوي على احتياطيات نفطية ضخمة وتوفر إيرادات مالية هامة لخزينة الدولة.

وبلغ متوسط صادرات النفط من جنوب العراق 3.232 مليون برميل يوميًا، وهناك خطط لزيادة الإنتاج في المستقبل. 

وقال الشغباني إن “هذه المناطق قدّمت الكثير للوطن، ومع ذلك ما زالت تعاني من شح المياه وخسارة 40 بالمئة من أراضيها بسبب عمليات الاستخراج النفطي، دون أن تجني أي فوائد منها سوى الأمراض والمعاناة المستمرة”.

وتابع أن “سكان المناطق القريبة من الحقول النفطية بحاجة إلى وقفة جادة لتحسين أوضاعهم من خلال تشغيل العاطلين عن العمل وتأهيل البنى التحتية وتحسين الخدمات، بما يليق بحجم التحديات التي تواجههم، لا سيما الآثار البيئية الخطيرة الناجمة عن الانبعاثات النفطية”.

وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المحافظة احتجاجات تطالب بنصيبها من الثروات الطبيعة، إذ تظاهر أهالي ناحية الثغر في قضاء القرنة في أوائل الشهر الجاري أمام الحقول النفطية مهددين بإغلاقها في حال عدم تنفيذ المطالب.

كما احتج العشرات من سكان قضاء الصادق شمالي البصرة في أوائل العام الجاري احتجاجاً على تردي الخدمات، ونصب المحتجون سرادق اعتصام هناك لحين تلبية مطالبه.

وفي أغسطس/آب الماضي شهدت المحافظة احتجاجات كبيرة لموظفي وزارة النفط، أغلقوا خلالها عددًا من المواقع النفطية من بينها الرميلة الجنوبية والشمالية والبرجسية وموقع المكينة احتجاجًا على قرارات حكومية تتعلق بتحويل شركات النفط الممولة ذاتيًا إلى تمويل مركزي.

وقال ممثل الحراك خالد منديل اليوم الثلاثاء إن “أهالي الثغر قالوا اليوم كلمتهم معلنين عن مطالبهم المشروعة التي يريدون بها حياة كريمة تنقذهم مما يعيشونه جراء عمليات الاستخراج النفطي التي لا نفع لهم منها ولا مصلحة”.

وسبق هذا الحراك والاعتصام ثلاث تظاهرات حاشدة لأهالي قضاء القرنة احتجاجا على تجاهل مطالبهم من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية.

ويعاني جنوب العراق ذو الأغلبية الشيعية من الإهمال برغم الثروة النفطية منذ حكم الرئيس السابق صدام حسين، ثم خلال الحكومات المتعاقبة، بما فيها الحكومة التي يقودها محمد شياع السوداني.