الصالح نيوز : عارض غزو بوش للعراق.. “دو فيلبان” يحذر ترامب

شفق نيوز/ ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن المرة الاخيرة
التي تجاهلت فيها الولايات المتحدة دومينيك “دو فيلبان”، كانت نتيجة ذلك
وقوع حرب العراق التي كلفت 1.8 تريليون دولار، ومقتل 4500 جندي امريكي ومئات الآلاف
من العراقيين خلال نحو 9 سنوات، وهو ما أضعف الهيبة الأمريكية واغرق الشرق الاوسط في
الفوضى.

واعتبر التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه ربما حان الوقت
الآن للاستماع إلى “دو فيلبان”، الذي وصفه بأنه رجل دولة فرنسي محافظ، كان
سابقا وزيرا للخارجية في العام 2003، وقدم وقتها ردا قويا على خطاب وزير الخارجية الأمريكي
كولن باول أمام الأمم المتحدة عندما دافع الوزير الأمريكي عن خطة ادارة جورج بوش لغزو
العراق وإسقاط صدام حسين.

وتابع التقرير، أن كلمة “دو فيلبان” في الأمم المتحدة، تبين
أنه في خطاب أثبت لاحقا أنه كان استشرافياً، حيث اكد خلاله ان الحرب لا مبرر لها وفق
المعلومات الاستخباراتية المتوفرة، ودعا الى تجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل من
خلال عمليات التفتيش التابعة للأمم المتحدة محذرا من “عواقب لا تعد” للغزو،
وليس أقلها الاحتمال المرعب لاعادة بناء العراق الممزق.

وذكر التقرير، أنه في ظل الشوفينية الأمريكية في مرحلة ما بعد هجمات
11 سبتمبر/ايلول، فان خطاب دو فيليبان بالإضافة الى رفض الأمم المتحدة القبول بمطالب
واشنطن بمنح الإذن بالغزو، آثارا السخرية في الكونجرس الأمريكي.

واشار التقرير، الى ان “دو فيلبان” لم تكن من صفاته معاداة امريكا،
فهو امضى مرحلة شبابه في الولايات المتحدة، وتخرج من المرحلة الثانوية في نيويورك،
وكان معجبا بالثقافة الامريكية، وهو خلال مقابلة أجريت معه العام 2012، قال انه
“بالنسبة لكل محب للحرية والديمقراطية، فإن الولايات المتحدة هي مصدر إلهام دائم”.

وقال التقرير، إن “دو فيلبان” أصبح في 71 من العمر، وقد يترشح
للرئاسة في فرنسا العام 2027، ويحمل رسالة أخرى يتحتم على الأمريكيين سماعها، وهي رسالة
تلائم الرد على غطرسة واشنطن مثلما كانت قبل 22 عاما عشية حرب العراق.

وبحسب التقرير، فان “دو فيلبان” يتحدث عن ادارة امريكية تجهل
التداعيات المحتملة لسياساتها فيما يتعلق بالمكائد حول أوكرانيا وتوظيف دبلوماسية الإملاء
في غزة، ونقل التقرير عنه قوله انه “تم تسجيل الفوضى منذ اليوم الأول في قرار
الولايات المتحدة بخوض الحرب في العراق، واقول الان انه منذ اليوم الأول لدونالد ترامب،
فإن الفوضى والثمن الاقتصادي والاستراتيجي الباهظ للغاية، ستكون نهاية الطريق”
بالنسبة للرئيس الأمريكي الجديد”.

وحول أوكرانيا، نقل التقرير عن “دو فيلبان” قوله إنه حائر إزاء
التنازلات غير المبررة التي قدمها ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصا في ظل
التحديات الاقتصادية التي تواجهها روسيا مع استمرار الحرب، مشيرا الى ان ترامب يبدو
ضحية لنرجسيته، مما يدفعه لتقديم تنازلات لبوتين.

وفيما يتعلق بغزة، نقل التقرير عن “دو فيلبان” انتقاداته الحادة
لخطة ترامب لاستبدال مليوني فلسطيني بمنتجعات امريكية على البحر المتوسط، واصفا هذا
الاسلوب انه متعجرف ومدمر، محذرا من أن هذا الموقف الأمريكي العدواني سيؤدي الى تفاقم
الإرهاب وعدم الاستقرار الاقتصادي.

ولفت التقرير إلى أن “دو فيلبان”، المعروف بمعارضته لحرب العراق
العام 2003، يحذر من ان سياسات ترامب قد تقود الى فوضى وعواقب اقتصادية واستراتيجية
جسيمة، مشابهة لتلك التي نتجت عن غزو العراق.

وبحسب الوزير الفرنسي السابق، فإن الوضع في غزة يمثل “أكبر فضيحة تاريخية”،
منتقدا موقف فرنسا الصامت إزاء هذا الصراع، مشيرا إلى أن المدنيين هم الضحايا الرئيسيون
في هذا الصراع، مما يزيد من تدهور الأزمة الإنسانية في المنطقة.

ولفت التقرير إلى أن تصريحات “دو فليبان” تكمن اهميتها لانها
تأتي في وقت يشهد فيه العالم توترات متصاعدة، مما يسلط الضوء على أهمية الاستماع إلى
تحذيرات الشخصيات السياسية المخضرمة مثل “دو فيلبان” الذي يتوقع ردود أفعال
على محاولات ترامب لفرض إرادته سواء في غزة او في أوكرانيا، محذرا من عدم مبالاة الرئيس
الأمريكي بالديمقراطية وحقوق الانسان.

ونبه الوزير الفرنسي السابق من الفكرة التي تستند على مفهوم أن المبادئ
والقيم والقوانين يمكن تجاهلها لصالح ما سماه “قانون الغابة”، تمثل
“أكبر حماقة لهذه الإدارة الأمريكية” وهو ما سيجعل الولايات المتحدة معزولة
ومكروهة.

ونقل التقرير عن دوفيلبان قوله إنه “إذا كان ترامب يؤمن بالديمقراطية
غير الليبرالية، فهنا في أوروبا، نحن لا نؤمن بها”، مضيفا “سنحارب من أجل
الديمقراطية الليبرالية أكثر من أي وقت مضى”.

وأشار التقرير الأمريكي إلى أن دو فيلبان مذهول من احتقار ترامب للنظام
العالمي الذي أقيم بعد العام 1945، ومن فكرة أن واشنطن لا تبالي بأمن أوروبا. ولهذا،
قال التقرير إن دوفيلبان يعتبر أنه “يجب أن نكون اليوم في حالة طوارئ أوروبية”.

وختم التقرير بما قاله دوفيلبان بأن أوروبا يمكنها أن تنهض لمواجهة التحدي،
في حين أنه بالنسبة لمكانة أمريكا في العالم، كان أقل تفاؤلا، حيث قال “لن اقول
انها تشوهت الى الابد”.

ترجمة: وكالة شفق نيوز