الصالح نيوز :
طولنا يزداد ويزيد معه المخاطر الصحية!
طولنا يزداد ويزيد معه المخاطر الصحية!
الصالح نيوز :
طولنا يزداد ويزيد معه المخاطر الصحية!
طولنا يزداد ويزيد معه المخاطر الصحية!
إذا أخذتَ عائلة بريطانية متوسطة وأوقفتَ الأطفال والآباء والأجداد وأجداد الأجداد في صف واحد، فمن المحتمل أن تلاحظ تغيرًا واضحًا في الطول من جيل إلى آخر، خاصة في خط الذكور.
ووفق بحث نشره موقع تيليغراف، خلال القرن العشرين، ارتفع متوسط الطول في المملكة المتحدة بحوالي 10 سم (4 إنشات) نتيجة تحسن مستويات المعيشة، واختفاء المجاعات بين الأطفال كمشكلة صحية عامة، والقضاء على العديد من الأمراض المعدية الشائعة.
في وقت سابق من هذا العام، كشفت دراسة جديدة أن الرجال كانوا الأكثر استفادة من هذا التحول، حيث أظهرت السجلات الصحية العامة في عشرات البلدان أنه مع تحسن ظروف المعيشة خلال المئة عام الماضية، ازداد طول الرجال بمعدل ضعف معدل نمو طول النساء.
يقول لويس هالسي، أستاذ في جامعة روهامبتون الذي قاد الدراسة:”في المملكة المتحدة، يعني هذا أن الرجال أصبحوا أطول بكثير، بينما زاد طول النساء قليلاً. لذا، إذا كنت رجلًا بطول 6 أقدام اليوم، وعدت بالزمن إلى عام 1900، فربما ستكون أطول رجل في الشارع!”
نتيجة لهذا التغيير، أصبحت المزيد من النساء اليوم ينظرن إلى شركائهن الذكور من الأسفل مقارنةً بالقرون الماضية، وهو ما يصفه هالسي كنتيجة مباشرة للانتخاب الطبيعي الدارويني. ويشير إلى أن النساء عادةً ما يُظهرن تفضيلًا للرجال الأطول، كما تُظهر بعض الدراسات أن الرجال الأطول يميلون إلى إنجاب المزيد من الأطفال، مما يخلق ضغطًا تطوريًا لزيادة طول الذكور إن أمكن.
جانب سلبي للطول
وكما هو الحال مع العديد من الأمور في الطبيعة، فإن لهذا التحول جانبًا سلبيًا. فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الأطول عرضة بشكل أكبر للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، ربما لأن أجسادهم الأكبر تحتوي على عدد أكبر من الخلايا، مما يزيد من احتمالية حدوث أخطاء أو طفرات تؤدي إلى نشوء الأورام.
وفقًا لدراسة حديثة، فإن هذا الخطر لا يقتصر على البشر، بل يمتد عبر مملكة الحيوان، حيث تكون الأنواع الأكبر حجمًا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. يقول جورج باتلر، الباحث في معهد UCL للسرطان:
“تعتمد جميع الكائنات الحية على انقسام الخلايا للنمو وإصلاح الأنسجة، ولكن الأخطاء أثناء هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى طفرات جينية. وبما أن الأنواع الأكبر لديها المزيد من الخلايا، فإن احتمالية حدوث هذه الطفرات تزداد.”
الرجال أصبحوا أطول بكثير، بينما زاد طول النساء قليلاً
أصبح هذا الخطر معروفًا عالميًا، حيث شهدت كوريا الجنوبية زيادة كبيرة في متوسط الطول مع تحولها من دولة فقيرة إلى واحدة من أغنى الدول في العالم. لكن في دراسة شملت 23 مليون كوري، كان الطول الزائد مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان تقريبًا (باستثناء سرطان المريء).
استنتج علماء الأوبئة أن زيادة الطول ساهمت بشكل كبير في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في كوريا الجنوبية خلال الـ50 عامًا الماضية. كما وجد الباحثون أن زيادة متوسط الطول بمقدار 1 سم لكل عقد من الزمن عبر أوروبا خلال القرن العشرين قد تفسر الزيادة المتزامنة بنسبة 10-15% في معدلات الإصابة بالسرطان خلال نفس الفترة.
هل النساء يزداد طولهن أيضًا؟
الإجابة هي نعم، ولكن بدرجات متفاوتة حسب البلد. فعلى سبيل المثال:
في كوريا الجنوبية، أصبحت النساء اليوم أطول بنحو 20 سم (8 إنشات) مقارنةً بنظيراتهن قبل قرن.
وفي لاتفيا، تصدرت النساء قائمة أطول نساء العالم وفق دراسة عام 2016، بعد تحسينات كبيرة في الصحة العامة وإنشاء دولة رفاه اجتماعي.
اما في المملكة المتحدة، كان التغيير أكثر تواضعًا، حيث ارتفع متوسط طول النساء من 159 سم (5 أقدام و2 إنش) إلى 164.4 سم (5 أقدام و4 إنشات) خلال 100 عام.
يُرجع هالسي هذا الفرق إلى أسباب تطورية، حيث يوضح أن الرجال لا يُظهرون تفضيلًا واضحًا للنساء الأطول بنفس الطريقة التي تفعلها النساء تجاه الرجال الأطول، مما يعني أن الطول لا يُحمل عبر الاصطفاء الطبيعي بنفس القوة لدى النساء.
كما ان الحفاظ على جسم أطول يحتاج إلى طاقة أكبر، وجسم المرأة مبرمج بيولوجيًا للحفاظ على الطاقة من أجل الحمل والولادة والرضاعة، مما قد يكون سببًا في عدم زيادة الطول بنفس سرعة الرجال.
ولطالما كان الهولنديون من بين أطول شعوب العالم، ويؤكد البحث أن الرجال الهولنديين هم الأطول عالميًا بمتوسط طول يبلغ 182.5 سم (6 أقدام تقريبًا).
لكن في القرن الـ19، كان الهولنديون من أقصر شعوب أوروبا، حيث بلغ متوسط طول الجنود الهولنديين 165 سم (5 أقدام و5 إنشات) في ستينيات القرن 1800. منذ ذلك الحين، شهدت البلاد قفزة هائلة في متوسط الطول، متجاوزة معظم الشعوب الأخرى.
تتنوع النظريات حول سبب ذلك، بدءًا من حب الهولنديين لركوب الدراجات وصولًا إلى استهلاكهم الكبير لمنتجات الألبان. ومع ذلك، يؤكد هالسي أن السبب الأبرز في ارتفاع طول الشعوب عمومًا يعود إلى تحسن التغذية والصحة خلال الطفولة.
هل الطول يعني صحة أفضل دائمًا؟
ليس بالضرورة، إذ توجد مقايضات بيولوجية للطول. إلى جانب زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وجدت دراسة حديثة من جامعة كوين ماري في لندن (QMUL)، استنادًا إلى بيانات من 800 ألف شخص حول العالم، أن الأشخاص الأطول عرضة أكثر للإصابة بـ:
- الرجفان الأذيني (اضطراب في نبضات القلب يزيد من خطر فشل القلب).
- مشاكل الغدة الدرقية.
- اعتلال الأعصاب الطرفية، وهي حالات تؤثر على الأعصاب الممتدة من العمود الفقري إلى الأطراف، مثل التهابات الجلد المزمنة، وتقرحات الساق المزمنة، والتهابات العظام.
فوائد للطول أيضًا
لحسن الحظ، ليس كل شيء سلبيًا بالنسبة للأشخاص الأطول. فقد وجدت دراسة أن الأشخاص الأطول قد يتمتعون بتنوع أكبر في ميكروبيوم الأمعاء، بسبب امتلاكهم أمعاءً أطول قادرة على استضافة مجموعة أوسع من الكائنات الدقيقة المفيدة.
كما تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الأطول لديهم مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب التاجية أو السكتات الدماغية، حيث يقول توم ريتشاردسون، الباحث في جامعة بريستول: “نعتقد أن الأشخاص الأطول يتمتعون بمستويات دهون أكثر توازنًا في الدم وضغط دم أقل، كما أن لديهم شرايين أوسع تقلل من مخاطر أمراض القلب.”
هل يستمر معدل طولنا في الزيادة؟
قد يبدو من المغري الاعتقاد بأننا سنتحول إلى “أمة من العمالقة”، خاصة مع ارتفاع طول الرياضيين في العقود الأخيرة. ولكن وفقًا للأبحاث، فإن الزيادة الكبيرة في الطول التي شهدها القرن العشرين بدأت بالتباطؤ.
يقول هالسي إن السبب قد يكون أننا بلغنا الحد الأقصى لجيناتنا فيما يتعلق بالطول، حيث لم يعد هناك نقص غذائي يعوق نمو الأطفال. ومع ذلك، هناك عاملان قد يزيدان الطول مستقبلًا: هما مكافحة سمنة الأطفال، التي قد تكون عاملًا يُعيق تحقيق الطول الأمثل، والانتقاء عبر تطبيقات المواعدة، حيث تميل النساء إلى تفضيل الرجال الأطول، مما قد يزيد من الضغط التطوري لنمو الرجال أكثر.
الصالح نيوز :
طولنا يزداد ويزيد معه المخاطر الصحية!
الصالح نيوز :
طولنا يزداد ويزيد معه المخاطر الصحية!
#طولنا #يزداد #ويزيد #معه #المخاطر #الصحية
