أبوظبي – أثبت المسلسل الإماراتي “شغاب” الذي يعرض حصريا على شبكة قنوات أبوظبي منذ بداية شهر رمضان أن الدراما الإماراتية قادرة على المنافسة بقوة ليس فقط على مستوى الخليج العربي بل كذلك على مستوى العالم العربي، مؤكدا أن المسلسلات التراثية يمكن أن تكون في نفس مستوى التشويق والإبداع الذي تقدمه بقية الأعمال الدرامية.

ويعد “شغاب” واحداً من أضخم الأعمال الدرامية في رمضان 2025، حيث جمع بين سرد درامي تفاعلي ومشوق لتجارب إنسانية من مختلف فئات النسيج الإماراتي وأداء احترافي لشخصيات جسدتها نخبة من نجوم التمثيل في الإمارات، وإخراج بصري متميز يُبرز تفاصيل الحقب الزمنية الثلاث التي تدور فيها الأحداث في قالب غني يعكس التنوع في العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي.

ويستعرض العمل تاريخ دولة الإمارات، حيث يعود بالجمهور إلى ما قبل 120 عاما ليطرح قصة بيع “شغاب” تراثي ثمين، وهو ما يطلق في اللهجة الإماراتية على القرط الذي تتزين به المرأة، في مزاد علني، ما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث غير المتوقعة والمليئة بالمفاجآت، ويرتبط هذا القرط الغامض بمصير العديد من الشخصيات. 

ويسلط المسلسل الضوء على صراعات النفوذ والطموح من خلال ثلاثة أجيال متعاقبة يستكشف معها الكثير من الجوانب الثقافية والاجتماعية التي كانت سائدة في كل فترة، ما يضفي على الأحداث طابعاً واقعياً يجذب المشاهدين.

ويجمع العمل الدرامي الذي ألّفه إسماعيل عبدالله وأخرجه مصطفى رشيد عددًا من النجوم أبرزهم الممثل والمنتج حبيب غلوم وأحمد الجسمي وهيفاء حسين ومروان عبدالله صالح وحميد العوضي وأمل محمد، حيث يلعب الأدوار في كل فترة من الفترات الثلاث 40 بطلاً رئيساً و63 دوراً ثانوياً.

ويجسد الفنان أحمد الجسمي شخصية “جاسم الحنظل” الرجل الذي يعكس الجانب المظلم من الإنسان، ويكشف كيف يمكن أن يصبح الشر ممتداً عبر الأجيال وكيف يتم توريثه للأبناء، على عكس شخصية “عيسى” الرجل الحكيم والمتزن الذي يحاول المحافظة على التوازن في المجتمع ويلعب دور الوسيط في النزاعات التي تنشب بين المتخاصمين، ويقوم بهذا الدور الممثل حبيب غلوم.

وتقول النجمة هيفاء حسين التي تقوم في المسلسل بدور “عهود”، في تصريح لموقع “الاتحاد” المحلي، إنها تعشق الأعمال الدرامية التراثية التي تعتبرها من أصعب الأنواع الدرامية باعتبار أن “التفاصيل في الحقب التاريخية مهمة للغاية، حيث يجب على صناع الدراما التي تستعرض حقباً قديمة الاهتمام بأدق التفاصيل على الشاشة لتكون قريبة من طبيعة الواقع في تلك الفترة، خاصة من ناحية الإكسسوارات أو السيارات أو الملابس”.

وأضافت أن “دور الممثل يأتي في المتابعة الدقيقة للدراسات التاريخية التي أعدها فريق متخصص وباحثون في هذه المرحلة، لتقمص الدور بالشكل المناسب، وبالتعاون مع مسؤول الماكياج الذي يهتم بمظهر الممثل لتكون الصورة بشكل عام معبّرة عن المصداقية”.

وأشارت إلى أن “هذه الأعمال لديها قاعدة جماهيرية كبيرة، وقريبة من قلب الجيل الجديد الذي لم يعاصر هذه المرحلة، حيث يستمتع بمشاهدتها على الشاشة الفضية، ليزداد تمسكه بالعادات والتقاليد وموروث الأجداد في تلك الفترة، وكذلك الجيل القديم الذي عاصر هذه الحقبة، ليستعيد الذكريات مع تفاصيل الحياة قديماً”.

وتم تصوير “شغاب” في إمارة عجمان وفي مناطق متفرقة أخرى من الإمارات، إذ تم تجهيز القرية من حيث الديكورات والمباني لتصوير الأحداث لتبدو واقعية أمام الشاشة.