غزة (الأراضي الفلسطينية) – بدأت شاحنات المساعدات الإنسانية، الأحد، بالتدفق إلى قطاع غزة بعد إعلان بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال مصدران مصريان لرويترز إن نحو 200 شاحنة مساعدات بينها 20 شاحنة محملة بالوقود بدأت في الوصول إلى معبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه إسرائيل اليوم الأحد، وذلك استعدادا للدخول إلى قطاع غزة.

ونشرت قناة “القاهرة الإخبارية” المصرية، لقطات لعبور شاحنات المساعدات إلى داخل القطاع، من خلال معبر رفح البري.

وذكرت القناة أن هذه هي “أكبر قافلة مساعدات إنسانية” تدخل من معبر رفح منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023.

وأشارت القناة إلى وصول 160 شاحنة مساعدات إلى معبري كرم أبوسالم والعوجة، بينما ذكر موقع “إسرائيل هيوم”، الأحد، أن 100 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة عبر المعبر.

كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن أكثر من 500 شاحنة مساعدات ستدخل قطاع غزة قريبا.

وجهزت فرق الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، 500 شاحنة تضم مواد إغاثية وإنسانية تمهيدا لإدخالها إلى قطاع غزة، وتسليمها إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” والهلال الأحمر الفلسطيني.

وتصطف نحو 2000 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وبضائع على الجانب المصري من معبر رفح للدخول إلى قطاع غزة، وفق وسائل إعلام مصرية.

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، قد أكد الاتفاق على دخول 600 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة بينها 50 شاحنة وقود، معربا عن أمله في توجيه 300 شاحنة إلى شمال القطاع باعتبارها “منطقة منكوبة للغاية”.

وقبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة المدمرة، الأحد، اصطفت شاحنات المساعدات الإنسانية في مدينة العريش الحدودية المصرية تحسبا للعبور إلى قطاع غزة عبر معبر رفح لنقل المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

وقبل ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي خارطة لأماكن يمنع على الفلسطينيين الاقتراب منها، ومنها منطقة محور نتساريم في الشمال ومعبر رفح وكذلك ممر فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر وذلك مع اقتراب سريان وقف النار.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه إن قواته ستبقى في مناطق محددة بغزة وفقا للاتفاق، ولا يزال التحرك من جنوب القطاع إلى شماله أو نحو طريق نتساريم خطيرًا.

كما حذر الجيش الإسرائيلي من الاقتراب من المنطقة العازلة بطول 60 كلم على الحدود غزة بعرض 700 متر بما يشمل منطقة معبر رفح ومحور فيلادلفيا.

واكتظت الشوارع الرئيسية في مدن القطاع بآلاف المواطنين العائدين الى منازلهم، سواء سيرا على الاقدام أو على عربات أو شاحنات وهم يحملون أمتعتهم، وخصوصا من مدينة غزة في اتجاه شمال القطاع، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي، بعد تأخير لنحو ثلاث ساعات بسبب تأخر إرسال قائمة أسماء المختطفات الثلاث المقرر الإفراج عنهن بوقت لاحق الأحد.

وأعلن مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي، في بيان، أن الأسماء وصلت بالفعل من الوسطاء في الاتفاق، وسيتم الإفراج عن المختطفات الثلاث بعد الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي.

وأشار البيان كذلك إلى أنه سيتم إطلاق سراح 4 رهائن أحياء آخرين خلال أسبوع.

ومن المقرر أن تضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تصل مدتها إلى 42 يوما، إطلاق سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين من بين 98 أحياء، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون.

بينما تفرج إسرائيل خلال تلك المرحلة عن حوالي ألفي سجين فلسطيني لديها، من بينهم 737 من الذكور والإناث والقصّر، بعضهم مدانين بتنفيذ هجمات مميتة ضد إسرائيليين.

كما تشمل 1167 فلسطينيا من غزة احتجزتهم إسرائيل منذ بداية الحرب الحالية.

أكدت حركة حماس التزامها بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع دخوله حيز التنفيذ اليوم الأحد.

وقالت حماس في بيان أورده المركز الفلسطيني للإعلام على حسابه بمنصة إكس “نتوجه إلى شعبنا العظيم في غزة البطولة والصمود بأسمى عبارات التحية والفخر، ونجدد عهدنا معه، بأن نكون الأمناء على حقوقه والمدافعين عنها، حتى التحرير الكامل للأرض والمقدسات”.

وأضافت “كل العالم اليوم يجب أن يقف إجلالا للصمود الأسطوري لأهلنا في غزة، وتقديرا لصبرهم وتضحياتهم على مدار 471 يوما”، وتابعت قائلة “مع دخول وقف إطلاق النار؛ نؤكد التزامنا بتنفيذ بنود الاتفاق، الذي هو ثمرة صمود وصبر شعبنا العظيم، والثبات الأسطوري لمــقاومتنا الباسلة أمام آلة الإرهاب والقتل الصهيونية”.

وقالت “أسرانا الأبطال على موعد مع الحرية ابتداء من اليوم، وهو عهدنا الثابت معهم دوما، حتى يكسروا أغلال السجان ويتنسموا الحرية في سماء فلسطين”.

وأشارت إلى أنها تتابع “عمليات إدخال المساعدات وإغاثة شعبنا بكل ما يلزم”، مؤكدة “بذل كافة الجهود لتوفير كل متطلبات الدعم والإسناد اللازمة لإعادة دورة الحياة في قطاع غزة إلى طبيعتها”.