لاس فيغاس (كاليفورنيا) – يقتحم لاعب جديد سوق السيارات بعربة ذاتية القيادة، تأتي هذه المرة بعلامة سوني وهوندا، فهل يمكنها فعلا المنافسة في قطاع شديد التنافسية.

وأعلنت شركة “سوني هوندا” اليابانية أن سيارتها الجديدة، التي تحمل اسم “أفيلا”، ستطرح رسميًا في الأسواق خلال عام 2026.

 تهدف هذه السيارة إلى التنافس مع مركبات “تسلا”، التي تمتلكها شركة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، وتقدم تجربة قيادة متقدمة تلبي احتياجات العصر.

وكشفت شركة Sony Honda Mobility عن السيارة الجديدة “أفيلا” خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) في لاس فيغاس بالولايات المتحدة.

 تتميز السيارة بقدرتها على التنقل في المدن دون الحاجة لوجود سائق خلف عجلة القيادة، ما يجعلها خطوة كبيرة نحو مستقبل القيادة الذاتية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية واطلعت عليه “العربية Business”، فإن السيارة الكهربائية “أفيلا” ستتوفر بطرازين هما أفيلا 1 أوريجين بسعر 89,900 دولار.، أفيلا 1 سيجنيتشر بسعر 102,900 دولار.

ويشمل كلا السعرين اشتراكًا مجانيًا لمدة ثلاث سنوات في مجموعة متنوعة من الميزات داخل السيارة، بما في ذلك نظام مساعدة القيادة Level 2+ ومساعد شخصي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

تتسم السيارة بمواصفات تقنية متطورة وتصميم عصري، حيث تحتوي على خمسة مقاعد وأربعة أبواب، إضافة إلى ميزات تكنولوجية مبتكرة مثل شاشة أسفل غطاء المحرك تعرض حالة الطقس وتوجه رسائل مثل “استمتع بيومك” للمارة.

تم تجهيز السيارة بـ45 كاميرا ومستشعرًا، مما يمنحها القدرة على مراقبة محيطها بدقة عالية وجمع البيانات لضمان تجربة قيادة آمنة كما تتضمن ونظام دفع رباعي، بالإضافة إلى إشارات إلى دمج تقنيات الواقع المعزز و”عوالم افتراضية” ضمن تجربة القيادة.

كما أن السيارة متوافقة مع شبكة شواحن تسلا الفائقة المنتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ما يعزز من كفاءتها وسهولة استخدامها.

وكشفت الشركة أيضًا عن بعض المواصفات الجديدة للسيارة، بما في ذلك مدى قيادة يصل إلى نحو 500 كيلومتر بناءً على تقديرات وكالة حماية البيئة (EPA).

بدأت الشركة بقبول الطلبات المسبقة للسيارة في ولاية كاليفورنيا، مع خطط لتسليم نسخة “سيجنيتشر” في عام 2026 ونسخة “أوريجين” في عام 2027.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Sony Honda Mobility، ياسوهيد ميزونو: “نطمح إلى تعزيز علاقتنا مع الناس من خلال تقديم حلول تنقل ذكية وإحداث تحول في تجربة السفر”. وأضاف: “يسعدنا للغاية الكشف عن سيارة أفيلا 1 المصممة خصيصًا لعصر القيادة الذاتية”.

استعرض ميزونو إحدى الميزات المتقدمة للسيارة خلال المؤتمر، حيث قام باستدعائها إلى المسرح باستخدام أمر صوتي من هاتفه قائلاً: “تعالي يا أفيلا”. (وأشار إلى أن ذلك كان عرضًا تقنيًا خاصًا بالمؤتمر، لذا من غير الواضح ما إذا كانت الأوامر الصوتية ستصبح ميزة فعلية في الإنتاج).

وأكدت الشركة التزامها بتلبية توقعات الزبائن من خلال توفير تجربة سفر آمنة ومريحة، ما يجعل “أفيلا” إضافة مميزة إلى سوق السيارات الكهربائية الفاخرة.

وقد تصبح “أفيلا” ثاني سيارة شبه ذاتية القيادة تُتاح لسكان كاليفورنيا، بعد أن أطلقت شركة مرسيدس بنز مركبتها ذاتية القيادة في عام 2023

قيمة سعرية غير تنافسية؟

المواصفات الفنية لسيارة أفيلا 1 تواجه صعوبة في تبرير سعرها المرتفع. مع مدى قيادة يبلغ 483 كيلومترًا وسرعة شحن قصوى تبلغ 150 كيلوواط، تبدو السيارة متأخرة أمام منافسين أقل تكلفة.

ولفهم مكانة أفيلا 1 بدقة، يمكن مقارنتها بسيارة تسلا موديل 3 التي تُعتبر المعيار في هذا القطاع.

الإصدار الأخير من موديل 3 هايلاند يوفر مدى قيادة يصل إلى 629 كيلومترًا لنسخة “المدى الطويل”، مقارنة بمدى يُقدر بحوالي 520 كيلومترًا لـ أفيلا 1 (محول من مدى 300 ميل حسب تقدير وكالة حماية البيئة). هذا الفارق الكبير يصبح أكثر وضوحًا عند مقارنة الأسعار:

ويبدأ سعر موديل 3 المدى الطويل من حوالي 53,000 دولار، أي أقل بنحو 40,000 يدولار من أفيلا 1.

فيما يتعلق بالشحن، الفارق أيضًا واضح.

ومع سرعة شحن قصوى تبلغ 150 كيلوواط، تبدو أفيلا 1 أقل أداءً مقارنة بـ250 كيلوواط التي توفرها موديل 3. عمليًا، استعادة مدى 300 كيلومتر في أفيلا 1 سيستغرق حوالي 40 دقيقة من الشحن، بينما تحتاج موديل 3 فقط من 15 إلى 20 دقيقة لنفس العملية.

وقد تدّعي سوني وهوندا أن مركبتهما تستهدف فئة أكثر فخامة بفضل اللمسات الراقية ونظام الوسائط المتعددة المتقدم. ومع ذلك، مقارنة أفيلا 1 مع سيارات السيدان الكهربائية الفاخرة لا تبدو في صالحها.

على سبيل المثال، تقدم سيارة لوسيد إير مدى قيادة يصل إلى أكثر من 700 كيلومتر وسرعة شحن تبلغ 300 كيلوواط بنفس السعر تقريبًا. حتى بورشه تايكان، المصممة للأداء أكثر من المدى الطويل، تقدم تجربة قيادة أكثر إقناعًا في هذا النطاق السعري.

هذه الأرقام تثير سؤالًا بسيطًا: هل يمكن لنظام الوسائط المتعددة والتجربة المتميزة التي تقدمها سوني أن تبرر هذا الفارق الكبير في السعر مقارنة بسيارة مثل موديل 3 التي تتفوق عليها تقنيًا في معظم الجوانب؟

“إكسبيريا” عالم السيارات

وضع أفيلا 1 يشبه وضع سوني في سوق الهواتف الذكية مع سلسلة إكسبيريا. وكما هو الحال مع هواتفها الذكية الراقية التي تُباع بأسعار تتراوح بين 1300 و1400 دولار، يبدو أن سوني تُكرر الاستراتيجية نفسها مع أفيلا مع: منتج مثير تقنيًا، لكنه باهظ الثمن ويواجه صعوبة في تبرير مكانته الفاخرة أمام المنافسين.

كما تعتمد سوني على خبرتها في الترفيه والوسائط المتعددة للتميز. لكن كما يصعب على هاتف إكسبيريا التفوق على آيفون أو غالاكسي، قد تجد أفيلا 1 صعوبة في مواجهة تسلا موديل 3 أو حتى لوسيد إير، اللتين تتفوقان تقنيًا وتكلفتهما أقل.

على الورق، قد تبدو أفيلا 1 السيارة المثالية لمحبي التكنولوجيا وعشاق الوسائط المتعددة. تتميز السيارة بنظام صوتي مذهل يضم 28 مكبر صوت (مقارنة بـ17 مكبر صوت في موديل 3) مع دعم لتقنيتي دولبي أتموس وصوت الواقع ثلاثي الأبعاد من سوني.

الشاشة البانورامية الكبيرة التي تمتد عبر لوحة القيادة تقدم تجربة بصرية فريدة، بينما يحول تكامل تقنيات الألعاب مثل وحدة تحكم دوال سينس واللعب عن بُعد ببلايستيشن السيارة إلى صالة ألعاب متنقلة أثناء فترات الشحن.

أضف إلى ذلك 40 مستشعرًا مخصصًا للقيادة الذاتية، وهو ما يزيد بثلاث مرات عن ما تقدمه تسلا، لتحصل على السيارة المثالية نظريًا لكل عشاق التكنولوجيا الأثرياء.

ولكن من سيشتريها؟

السؤال الأهم هو: من سيدفع 90,000 دولار (أو حتى 103,000 دولار لنسخة التوقيع)؟ الإجابة ربما تكمن بين عشاق سوني المخلصين الذين لا يترددون في دفع 1400 يورو لهاتف إكسبيريا.

من المتوقع أن تجذب أفيلا 1 شريحة محدودة من الزبائن، مثل المتبنين الأوائل الأثرياء، وعشاق العلامة التجارية سوني المستعدين لدفع مبالغ كبيرة مقابل تجربة فريدة، وربما بعض العاملين في قطاع التكنولوجيا الباحثين عن التميز. لكن، وكما هو الحال مع هواتف إكسبيريا، قد يقتصر نجاح أفيلا 1 على سوق صغير، بعيدًا عن الطموحات الكبرى التي صاحبت بداية المشروع.