التخطي إلى المحتوى

الصالح نيوز :
سوسن الجمني تضع نهاية غير متوقعة ‘للفتنة’

الصالح نيوز : 
  سوسن الجمني تضع نهاية غير متوقعة 'للفتنة'
الصالح نيوز :
سوسن الجمني تضع نهاية غير متوقعة ‘للفتنة’


الصالح نيوز :
سوسن الجمني تضع نهاية غير متوقعة ‘للفتنة’

سوسن الجمني تضع نهاية غير متوقعة ‘للفتنة’

شيماء رحومة

المخرجة تغوص في مسلسلها الجديد بعمق في قلب العائلة التونسية فاتحة العديد من الملفات الهامة في علاقة بالكثير من القضايا الاجتماعية بينها الميراث والعنف ضد والمرأة والخيانة.

تونس – فاجأت المخرجة التونسية سوسن الجمني، التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بمسلسلاتها الرمضانية الناجحة والجريئة، متابعي أحدث أعمالها الدرامية الذي يحمل عنوان “الفتنة” بنهاية سعيدة وغير متوقعة.

وقدمت الجمني التي نجحت في تثبيت اسمها كواحدة من أهم مخرجي الدراما في تونس، عدة رسائل اجتماعية قوية في علاقة شديدة الارتباط بالواقع التونسي. كما أنها لم تترك من خلال مشهد النهاية في الحلقة الأخيرة أي مجال للتساؤل عن إمكانية وجود جزء ثان من العمل، فكل خيوط الإثارة والغموض تم الكشف عنها تباعا.

وتصدر مسلسل “الفتنة” الذي عرضته قناة الحوار التونسي (خاصة) قائمة الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة في تونس، وهو ما يعكس محافظة مسلسلات الجمني الرمضانية على تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، فالمخرجة تنجح في كل موسم في شد المشاهد التونسي لمتابعة ما يعرض من أعمالها رغم إثارتها للكثير من الانتقادات والجدل، وقد كتب معلق على فيسبوك تعليقا على كواليس نهاية مسلسلها الجديد “برافو سوسن الجمني خسارة نشفوك كان من عام لعام والله خسارة (للأسف لا أراك سوء مرة واحدة في العام)” في إشارة لارتباط إنتاجاتها بشهر رمضان فقط.

وأشادت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنهاية المسلسل وبأداء أبطاله، بعد أن حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة، حيث اعتبرت معلقة على فيسبوك أنها “نهاية تعمل الكيف (نهاية رائعة)”، مضيفة “محلاه الجو التونسي ومحلاها فروحاتنا (ما أحلى الجو التونسي وما أجمل حفلات زفافنا).. ونصيحة لبرشة (للكثير من) متفرجين. ما عادش تحكموا على حتى عمل مالحلقة الأولى (لا تحكموا على أي عمل من حلقاته الأولى).. الناس الكل في هاو بش يجيبوا صغير في الحرام في هاي تحب عمها في هاو يشجعوا ع الرذيلةووو. بصراحة مسلسل حكى على واقع نعيشوا فيه الناس الكل”.

وتدور أحداث المسلسل حول عائلة رجل أعمال يدعى “العربي السلامي” (جسده الفنان لسعد بن عبدالله) ينتحر في الحلقة الأولى من العمل بسبب إفلاسه، لتتصاعد الأحداث في بقية الحلقات حول صراع أبنائه على الميراث، حيث أظهر أكبرهم ويدعى “إدريس” (لعب دوره الفنان محمد علي بن جمعة) جشعا تحول إلى استحواذ بالقوة وبطرق ملتوية على القسم الأوفر من الميراث.

طغت الأطماع المادية والمصالح الشخصية على شخصية “إدريس”، في حين تورط أخوه غير الشقيق “طه” (لعب دوره النجم محمد مراد) في عصابة تهريب آثار بسبب محاولته الحفاظ على المنزل الذي شب فيه إلى جانب جدته “دوجة”، بينما واجهت شقيقتهما “عائشة” (الممثلة ياسمين بوعبيد) الكثير من المتاعب في سبيل محافظتها على محل المرطبات الذي عملت بجد لتوسيعه.

ورسمت الجمني حبكة درامية مليئة بالتشويق الخيط الرفيع الرابط بينها العائلة بكل أبعادها القيمية والأخلاقية والتي كشف بعض التونسيين أنها صورة مصغرة مما يدور خلف الكثير من الأبواب الموصدة، فكاميرا سوسن التقطت أدق التفاصيل في علاقة التنازع على الميراث، ولم تفلت ما يمارس من عنف ضد المرأة، وأضاءت على سرقة الآثار وتهريبها خارج البلاد، وتطرقت للتفاوت الطبقي وللخيانة.

ويعكس العمل مسيرة فنية ثرية تصر صاحبتها رغم الانتقادات أن تقدم عبرها بجرأة وإبداع تجارب إنسانية عميقة مستمدة من واقع المجتمع التونسي وتحدياته. وقد اختارت الجمني أن تكون نهاية عملها الجديد سعيدة، إذ جمعت بين الأبناء في المشهد الأخير ليتحول العداء إلى دفء عائلي وهو ما أشاد به الكثير من رواد المواقع الاجتماعية، حيث كتبت مغردة على موقع إكس “الدم ما عمرو ما يصير ماء (الدم لا يصبح ماء)، مسلسل تونسي ‘الفتنة’ صحيح ما عنا برشا أعمال تلفزيونية لكن في مسلسل واحد تشوف فيه (ليس لدينا الكثير من الأعمال التونسية لكنك يمكن أن تجد العديد من القضايا مطروحة في عمل واحد).. قصة الإرث والطمع ومشاكل العائلة.. قصة الابن المنبوذ من العائلة.. قصة العنف ضد المرأة.. قصة هجر العائلة.. قصة خيانة أصدقاء.. قصة الأبناء الضحايا.. قصة التفرقة الاجتماعية…”.

ورغم الإشادات العديدة، فإن العمل لم يفلت من ماكينة الانتقادات، منذ حلقته الأولى، إذ تصدر المنصات الاجتماعية والمواقع الإخبارية، بسبب مشهد انتحار رجل الأعمال “العربي السلامي”، حيث فتح المشهد بابا للجدل والانتقادات لالتقاط المخرجة لظاهرة آخذة في الانتشار في تونس، في ما وجد بعض رواد المنصات الاجتماعية في المشهد ذاته إعادة تجسيد لما جاء في كتاب “جريمة عيد الميلاد” الذي كتبته الكاتبة البريطانية المعروفة برواياتها البوليسية أغاثا كريستي في العام 1938.

ومع التقدم في سير الأحداث أثار “الفتنة” جدلا جديدا بسبب وقوعه في بعض الأخطاء القانونية وفق ما عبر عنه بعض المحامين في تونس من خلال حساباتهم الاجتماعية، فمشهد الهبة الذي تم تنفيذه عبر التوقيع والبصمة فقط من المنزل بين “إدريس” والجدة “دوجة” استنكره رجال القانون، حيث كتب المحامي منير بن صالحة عبر صفحته على فيسبوك “توضيح للسيدة سوسن الجمني: عقود الهبة لا تتم بالإمضاء والبصمة وإنما من طرف عدل إشهاد.. والبارح عدم سماع الدعوى في المركز.. واليوم البوليس يصرح علنا بالإيقاف في جلسة بمركز الشرطة.. فتنة كل ليلة كارثة قانونية”، مضيفا في منشور آخر “لا وصية لوارث.. فتنة كارثة أخرى”.

وأوضح المستشار القانوني أحمد بن حسانة في تدوينة نشرها على صفحته بفيسبوك “عقود نقل ملكية الأصول التجارية والعقارات لا تتم في المنازل وبالبصمة، ويكون تحريرها وجوبا من طرف محامي أو عدل إشهاد”.

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Sami Fehri‎‏ (@‏‎sami.fehri.tn‎‏)‎‏

وتعلقت بالعمل عدة انتقادات أخرى كان بعضها حول أخطاء طبية متمثلة في طرق إسعاف مريض السكري، وبعضها الآخر حول تشغيل الأفارقة، حيث تساءلت نائبة برلمانية حول المغزة من ظهور عاملة من أفارقة جنوب الصحراء.

وقالت النائبة بالبرلمان فاطمة المسدي عبر صفحتها بفيسبوك “بعيدا عن السياسة وأنا أتابع في المسلسل الرمضاني ‘فتنة’ كأغلب التونسيين لاحظت وجود  شخصية عاملة منزلية أجنبية من أفارقة جنوب الصحراء فهل هذا تطبيع normalisation مع وجود أجانب في حياة العائلات التونسية؟ وهل تناسى المسلسل أن القانون يمنع تشغيل الأجانب؟ هل وجود الشخصية الأجنبية من أفريقيا جنوب الصحراء هذه لا تذكركم بالعاملات الفيليبينيات في مسلسلات خليجية؟ هل مسلسل فتنة يحب يخلينا نتعودوا بتوطين المهاجرين غير النظاميين؟”.

والمسلسل الذي جمع نخبة من نجوم الشاشة الصغيرة في تونس بينهم ريم الرياحي، كوثر الباردي، نجلاء بن عبدالله، محمد مراد، محمد علي بن جمعة، نجيب بلقاضي، عبداللطيف خير الدين، جمال ساسي، منى نورالدين، سارة الشريف، جمال المداني، بدر بن يوسف، نعيمة الجاني، وغادة شكا، استرضى بنهايته السعيدة المشاهدين التونسيين، فعلى أنغام موسيقى تونسية خالصة وملابس من عمق التراث التونسي أسدلت الجمني الستار على عملها الذي فتحت من خلاله الكثير من الملفات الاجتماعية الحارقة والتي كانت في كل جزئية منها قابلة للنقاش والمعالجة وإثارة الجدل، واكتفت المخرجة بعشرين حلقة على أمل عمل جديد وطرح مختلف في الموسم الرمضاني المقبل، لكن على أن لا يقطع بالمشاهد قبل أيام قليلة من نهاية الشهر الفضيل.


الصالح نيوز :
سوسن الجمني تضع نهاية غير متوقعة ‘للفتنة’

الصالح نيوز :
سوسن الجمني تضع نهاية غير متوقعة ‘للفتنة’
#سوسن #الجمني #تضع #نهاية #غير #متوقعة #للفتنة

مصر