واشنطن – أظهر الأطباء أن أحد المكونات المخفية في تركيبة العطور قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية أبرزها مقاومة الأنسولين وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مشاكل الهرمونات التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة.

وقال الأطباء إن أحد هذه المكونات الخطيرة هي الفثالات وهي مكون شائع في مستحضرات التجميل منها العطر وطلاء الأظافر ورذاذ الشعر والشامبو وغسول الجسم ومزيلات العرق وغسول اليدين، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.

وربطت دراسات متعددة هذه المادة بمشكلات صحية مختلفة منها أمراض القلب والسمنة ومقاومة الإنسولين والسكري، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن مادة الفثالات في الجسم ترتبط بمشاكل سلوكية على صلة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى المراهقين. كما أفادت عيادة كليفلاند بأنها قد تؤدي إلى الحساسية والربو أيضًا، ويعتقد الخبراء أيضًا أنها تعطل الهرمونات.

وبناءً على الأبحاث المبكرة، يمكن أن يؤثر هذا المكون الخطير على الخصوبة لدى كلا الجنسين، إذ ربطت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 2018 الفثالات بتسريع سن البلوغ لدى الفتيات، بينما كشفت أخرى أنها يمكن أن تؤثر على نمو الأعضاء التناسلية لدى النساء وتسبب مشاكل في الدورة الشهرية، بالإضافة الى العقم وسوء جودة البويضات وإلى زيادة مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة.

أما بالنسبة للرجال يمكن أن تسبب مشاكل مماثلة، حيث اكتشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2002 أن الأشخاص الذين لديهم مستويات طبيعية من التعرض للفثالات كانوا معرضين لزيادة تلف الحمض النووي في الحيوانات المنوية.

ويحظر قانون تحسين سلامة المنتجات الاستهلاكية، الذي تم توقيعه عام 2008، منتجات الأطفال التي تحتوي على مستويات من هذه المادة أعلى من 0.1 في المائة.

وفي العام 2023، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقريرًا خاصًا خلص إلى عدم وجود ارتباط بين الفثالات في منتجات التجميل والمخاطر الصحية، كما لا تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن الكميات المستخدمة في العطور ضارة.

ويوصي الخبراء بتقليل التعرض لهذه المواد الكيميائية، موضحين أن التعرض المستمر لها ومثبطات الغدد الصماء الأخرى من خلال الاستخدام اليومي للمنتجات مثل العطور ومنظفات الملابس قد يشكل خطرًا على الصحة.