القدس – وجهت السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر أميرة أورون اتهامات للسلطات القطرية بالوقوف وراء محاولات لتوتير العلاقات بين القاهرة وتل أبيب رغم الانتقادات التي يوجهها مسؤولون إسرائيليون للجيش المصري بسبب الاستعدادات العسكرية في سيناء وقرب الحدود مع التصعيد المستمر في قطاع غزة ومحاولات افشال الهدنة.
وفي حوار مع صحيفة يديعوت أحرنوت تحدثت السفيرة السابقة عن دور مصر كزعيمة للعالم العربي المعتدل وما تشهده العلاقات مع القاهرة من تطورات منذ هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما اشارت لأهداف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتعزيز القوة العسكرية المصرية خاصة على الحدود.
وفي حلقة حلقة البودكاست الإخباري على موقع الصحيفة العبرية “يانيت” تحت عنوان “هل تقوم قطر بتخريب العلاقات بين مصر وإسرائيل؟”وجهت السفيرة الإسرائيلية السابقة انتقادات حادة للدور القطري مشيرة للخطة المصرية المدعومة قطريا بشأن إعادة اعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين والتي جاءت كبديل لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت ان “الرئيس السيسي لا يريد التخلي عن مكانة بلاده كزعيمة للعالم العربي المعتدل، لكنه مضطر “لابتلاع الضفدع القطري” بحسب وصف يشير لحجم الضغوط القطرية.

وشددت السفيرة التي بقيت في منصبها أربعة سنوات بما في ذلك خلال هجوم حماس والتطورات التي أعقبتها أن المصريين يشعرون باهانة كبيرة بعد أن اختار الإسرائيليون القنوات القطرية فيما يتعلق بأحداث القطاع ومسار الهدنة.
في المقابل تؤكد أورون عن تمسك مصري باتفاقية كامب دايفيد وبالتعاون مع الجانب الإسرائيلي مشيرة الى أن السيسي يعتبر السلام مع الدولة العبرية له أولوية قصوى خاصة نتيجة التنسيق الأمني إضافة للتعاون الاقتصادي التي وصفته بالوثيق بما في ذلك التعاون الطاقي والذي يتم في كثير من الأحيان بشكل سري.
ووجهت السفيرة السابقة اتهامات لقطر بالعمل على مزيد من توتير العلاقات بدفع من إيران ومن عناصر سياسية داخل إسرائيل عبر نشر الشائعات قائلة “ان الدوحة تقف نيابة عن إيران أو عناصر سياسية داخل إسرائيل في محاولات لتصوير مصر على أنها مستعدة للحرب مع إسرائيل”.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي عبر عن قلقه مما سماه “التهديد الأمني من مصر”، معتبرا أنه لا يشكل تهديدا حاليا لتل أبيب لكن الأمر “قد يتغير في لحظة”.
وقال ان “مصر لديها جيش كبير مزود بوسائل قتالية متطورة وطائرات وغواصات وصواريخ متطورة وعدد كبير للغاية من الدبابات والمقاتلين المشاة”.
وكان مندوب تل أبيب الدائم في الأمم المتحدة داني دانون، عبر عن مخاوف إسرائيل بشأن تسلح الجيش المصري لكن مندوب مصر في الأمم المتحدة أسامة عبدالخالق رد عليه بالقول “بما أنه (دانون) أعطى لنفسه الحق في التساؤل، فإن الإجابة واضحة وبسيطة ومباشرة وهي ان الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومي بأبعاده الشاملة عبر تسليح كافٍ ومتنوع”.
كان تقرير لموقع “باهول” الإخباري الإسرائيلي إن مصر باتت جبهة قوية تهدد إسرائيل حيث يمكنها نقل 500 دبابة في ليلة واحدة عبر قناة السويس.
وعبر البروفيسور عوزي رابي وهو من كبار الباحثين بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب للموقع عن مخاوفه من قدرات الجيش المصري الذي بات من اقوى وأحدث الجيوش في منطقة الشرق الأوسط.
وأبدى مخاوف كبيرة من الحشد العسكري المصري في سيناء قائلا “إن توسع البنية التحتية في سيناء، بما في ذلك المطارات والمخابئ ومستودعات الاتصالات والأنفاق، هي حقائق لا جدال فيها، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، بات من الواضح أن الضعف قد يؤدي إلى التراجع”.
وشدد على ان الجيش المصري بات ينظر اليه في الداخل الإسرائيلي بانه اكبر تهديد رغم اتفاقية كامب دايفد للسلام.
ولعبت مصر دور وساطة لتوقيع هدنة بين حماس والدولة العبرية يفضي بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإيقاف الحرب.
وفي 26 مارس/اذار 1979 وقعت مصر وإسرائيل في واشنطن معاهدة سلام عقب اتفاقية “كامب ديفيد” بين الجانبين عام 1978، وأبرز بنودها وقف حالة الحرب وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.