الرباط – تستعد شركة “ستارلينك” لخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي يرأسها الملياردير الأميركي إيلون ماسك لاقتحام السوق المغربية من طنجة الى الكويرة، في خطوة هامة لتسريع استراتيجية الادماج الرقمي الطموحة في المملكة ضمن خطة “المغرب الرقمي 2030” والتي تهدف الى جعل الرباط مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا الرقمية.

وتسعى “ستارلينك” إلى توسيع نطاق خدماتها في أفريقيا، فيما يعتبر المغرب سوقًا واعدًا، اذ تولي الحكومة المغربية اهتماما كبيرا بتنمية المهارات الرقمية لدى الشباب، فيما تشهد البلاد نموا ملحوظا في قطاع الشركات الناشئة في المجال الرقمي مع بروز الشركات المبتكرة في مجالات مثل التكنلوجيا المالية والتجارة الالكترونية والتي تلقى دعما هاما من الحكومة من خلال برامج التمويل والتوجيه.

وتتمتع المملكة بموقع استراتيجي يجعلها بوابة الى افريقيا ووجهة جاذبة للاستثمار في هذا المجال، بالإضافة الى قربها من أوروبا ما سيسهل عمليات التبادل التجاري الرقمي.

وسيسمح المشروع مع “ستارلينك” بتوسيع تغطية شبكة عالية السرعة في المناطق الأكثر عزلة في الأقاليم الجنوبية لضمان الخدمات الرقمية وتطوير البنية التحتية للاتصالات بهذه المناطق خاصة مع استعدادات الرباط لاحتضان مونديال 2030.

وكانت المفاوضات بين المغرب والشركة الأميركية قد انطلقت منذ صيف العام 2024 لتأخذ منعطفا حاسما خلال منتدى الأعمال القطري الأفريقي الذي عقد في مراكش في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث لعبت لورين دراير نائبة رئيس الشركة دورا رئيسيا في هذه المفاوضات بين الجانبين.
واعتبرت تقارير إعلامية محلية أن المشروع يتماشى من الناحية الجغرافية مع موقف واشنطن الذي يعترف بالصحراء المغربية كجزء لا يتجزأ من المغرب، فيما سيشكل ذلك ثورة رقمية من شأنها أن تؤدي إلى إمكانية الوصول إلى الإنترنت بالنسبة للسكان المحليين والشركات والمؤسسات، في انتظار أن يتم الحصول على موافقة الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات (ANRT) التي تتولى فحص الجوانب الفنية للنشر، وموافقة المديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات (DGSSI) المسؤولة عن تقييم المخاطر الأمنية.

وتعد استراتيجية الادماج الرقمي في المغرب رؤية شاملة تهدف الى تسريع التحول الرقمي في المملكة ما يجعل المملكة مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا الرقمية، فضلا عن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة،، حيث ترتكز هذه الاستراتيجية على محاور رئيسية أبرزها تبسيط ورقمنة الإجراءات الإدارية وتطوير منصات رقمية مشتركة لتسهيل التعاملات بين المواطنين والإدارة، ما سيساهم في خلق 240 ألف موطن شغل بحلول 2030.

وتعمل الرباط على تشجيع الاستثمار في الابتكار في هذا المجال ودعم الشركات الناشئة عبر تطوير البنية التحتية الرقمية خاصة في الأقاليم الجنوبية، وإطلاق خدمة الجيل الخامس “5 جي 5G” بهدف تغطية 70 في المئة من البلاد بالإنترنت، بينما تطمح المملكة الى الشمول الرقمي والحد من التفاوتات الاجتماعية والسوسيو-اقتصادية من خلال تعميم الولوج إلى الإنترنت وإدراج التكنولوجيا كمحور للتنمية الترابية، وخاصة المناطق القروية.