تونس – بعد طول انتظار، تستعد القاعات السينمائية التونسية لاستقبال فيلم “زريعة بليس” للمخرج محمد خليل البحري، وهو عمل سينمائي جريء يتناول قضية “التصفيح”.

وكان البحري انتهى من تصوير الفيلم في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكان من المقرر خروجه بعدها بفترة قصيرة إلى القاعات التونسية، إلا أن عرضه على الشاشة الفضية تأخر، حيث عد نحو العامين سيكون العمل الروائي الطويل ضمن قائمة أفلام موسم عيد الفطر وقد أعلن مخرجه عن ذلك عبر حسابه على إنستغرام لكن دون أن يشير إلى موعد محددا واكتفى بالقول “قريبا في القاعات”.

ويدخل الفيلم على امتداد 90 دقيقة في إطار تشويقي بسيكودرامي إلى عالم مليء الأسرار والغموض، إذ إنه يناقش قضية “التصفيح” وهو سحر أبيض، متداول في تونس. ينقلب هذا السحر ليصبح لعنة لـ”بية” (تجسدها الفنانة رشا بن معاوية) ومن هنا ينطلق الصراع الديني العلمي حول مسألة المس واللبس الشيطاني.

ويستلهم العمل وهو من سيناريو خليل البحري وغفران البخري وإنتاج مجدي حسيني أحداثه من قصة واقعية من الموروث التونسي، حيث ينطلق الصراع الديني العلمي حول هذه القضية المفصلية حين ينقلب السحر الأبيض الذي يعبر عنه بالتحصين “التصفيح” لـ”بية” إلى لبس شيطاني.

وتتعلق ممارسة هذه العادة التي تعرف في تونس بـ”التصفيح” بمعتقدات تتعلق بحماية شرف الفتاة إلى حين زواجها، فعن طريق هذا الطقس الذي تشرف عليه  غالبا امرأة مسنة ضالعة في هذه العملية يتم ما يسمى “غلق” البنت، بحيث تصبح غير قابلة للمعاشرة الجنسية ولا تفتح إلا ليلة الزفاف.

ويتبع هذه العادة طقوس من بينها التزام السرية التامة عند خضوع الفتاة للتصفيح، بالإضافة إلى أنه يشترط أن تبقى المرأة التي قامت بالعملية على قيد الحياة، أو تورّث الطريقة وأسرار الربط إلى امرأة أخرى، لتقوم بـ”حلّ” الفتاة قبيل زواجها، وإلا فلن يتمكن زوجها من الاقتراب منها.

ورغم تقلص هذا الطقس في تونس، إلا أنه حاضر في الذاكرة الجماعية بمختلف شرائحها العمرية، حيث أظهر بعض من رواد المواقع الاجتماعية تفاعلا مع منشور محمد خليل البحري، إذ كتب ناشطة على إنستغرام “أخيرا.. فما شكون تناول موضوع مهم كيما هكا (مثل هذا) برافووو.

ويضم العمل نخبة من أبرز نجوم تونس بينهم منى نور الدين، سلوى محمد، فتحي المسلماني، وحيدة الدريدي، رشا بن معاوية، أحلام الفقيه، محمد القلصي، حكيم بالكحلة، وسيم بكوش وعزيز باي.

ويعد “زريعة إبليس” ثالث فيلم طويل في مسيرة محمد خليل البحري بعد فيلميه الروائيين “لآخر نفس” في 2020، و”حجر الواد” في 2021.

وقال محمد خليل البحري في تدوينة نشرها على هامش الانتهاء من تصوير الفيلم نشرها على حسابه بموقع إنستغرام “الحمدلله اليوم كملنا حلمة جديدة وخطوة القدام وفيلم جديد بش يخلي (سيترك) بصمة إن شاء الله في الذاكرة السينمائية التونسية”.

ومن المنتظر أن يصافح الفيلم عشاق الفن السابع قريبا، حيث سيعيش المشاهد على امتداد الساعة ونصف الساعة في أجواء من الرعب والإثارة.