الصالح نيوز : “رمزيات كوردية” و”ذئاب تركية”.. تحذير من “انفجار قومي” في “بيروت إيران”

شفق نيوز/ كشف تقرير نشره موقع “الدبلوماسية الإيرانية” بقلم الخبير الاستراتيجي السياسي صادق مالكي، عن تزايد ما وصفها بالمخاوف بشأن تنامي النزعات القومية في مدينة أرومية، مركز محافظة أذربيجان الغربية، والتي وصفها بـ”بيروت إيران” نظرًا لتنوعها العرقي والديني.

وتضم المدينة أغلبية من الأتراك الأذريين الشيعة، إلى جانب الكورد السُّنة والآشوريين والأرمن.

وفقًا للتقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز: “تحولت أرومية في الآونة الأخيرة رغمًا عنها أو باختيارها، إلى مسرحٍ تشتبك فيه جملة من العوامل: بعضها مرتبط بالحكومة، وبعضها مدعومٌ خارجيًا من حركات كوردية وأخرى تركية”.

ويرى التقرير أنّ هذه التقاطعات قد تجعل أرومية أكثر المدن عرضة للانفجار القومي، إذا لم يُتدارك الأمر بحكمة، ما ينذر بتداعيات خطيرة على عموم إيران.

وأشار إلى “تزايد عرض رموز الكورد خلال احتفالات النوروز في أرومية، فضلًا عن رفع شعار “الذئاب الرمادية” في تجمّعات الأتراك الأذريين”.

واعتبر أنّ “هذا الحراك يشي بوجود أصابع خارجية، وبشكل خاص من تركيا، تسعى لتعزيز نفوذها في المشهد الإقليمي، مستشهدًا بتصريحات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، حول إيران وتزامن هذه التطورات مع أحداثٍ متسارعة في تركيا وسوريا والعراق.

في حين يحذر التقرير من الارتكاز على العامل الخارجي فحسب، فإنه يشير بوضوح إلى أنّ عاملًا داخليًا قد يكون أكثر تأثيرًا في تفاقم الأزمة. فتنشيط النعرات القومية، سواء تحت مسمى “البان تركية” أو “البان كوردية”، واستغلال السلطة لبعض هذه التحركات، قد يفضي- كما يرى مالكي- إلى انفلات الأمور من أيدي من صنعوا المشهد أو يحاولون توظيفه.

أحداث 2009 ودور أذربيجان

يستحضر مالكي كاتب التقرير تجربة ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009؛ إذ وزّعت حينها منشوراتٌ في المناطق الأذرية، خصوصًا تبريز، تزعم أنّ الخلاف سياسي في طهران بين الفرس ولا علاقة للأتراك به، وهو ما أدى إلى تراجع مشاركة الأذريين في تلك الاحتجاجات.

ويمضي التقرير ليوضح أنه لاحقًا تم دعم فريق “تراكتور سازي” ليصبح رمزًا للاتجاه القومي الأذري، في إطار رغبة بعض الجهات بإزاحة الحراك السياسي واستبداله بحراكٍ ذي طابعٍ قوميّ.

خطر الانفصال الكوردي وتحديات تركيا

كما يشير التقرير إلى أنّ الكورد الذين وصفهم بالانفصاليين يشكّلون أبرز تيارٍ قد يسعى للانضمام إلى حلقات التفكك الإقليمية، مستفيدين من تطورات المشهد في العراق وسوريا، ومن الدعم الخارجي والداخلي متعدد الأوجه.

كما يلفت الانتباه إلى أنّ أذربيجان الإيرانية، وإن لم تكن العنصر السياسي الأول في البلاد، فقد كانت أحد أهم ركائز ظهور إيران واستمرارها تاريخيًا، ومنذ قمع حركة جعفر پيشه‌وري، كما يقول جلال آل أحمد في وصفه، تمّ تقييد الفضاء السياسي على الأذريين، فالتفوا نحو الاقتصاد وأمسوا ركنًا أساسيًا فيه.

ويختتم التقرير بالتحذير من أنّ زيادة التضييق في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية قد تدفع بالناس أكثر نحو الانتماءات القومية، وهو ما يُعدّ الخطر الأكبر على وحدة إيران. وما عادت بعض المظاهر الأخيرة في أرومية، بما فيها الهتافات القومية في مباريات فريق “تراكتور سازي”، إلّا إشارةً إلى اختبار مشاريع انفصالية محتملة في ظل ضعف الحوكمة.