بغداد – توصلت القوى الشيعية الموالية لإيران إلى اتفاق على مناقشة دمج كافة الميليشيات المسلحة التي انضوت تحت “المقاومة الإسلامية” في العراق، ضمن الحشد الشعبي الذي يدين بالولاء لإيران، على ما أفادت به مصادر مطلعة وكالة “شفق نيوز”، فيما يوفّر هذا الإجراء في حال تنفيذه الغطاء لهذه الجماعات كما يمكّنها من الاحتفاظ بأسلحتها، في مواجهة الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتفكيك هذه الفصائل.

وأكد أحد المصادر أن “عملية دمج الفصائل ستدخل حيز التنفيذ قريبا”، لافتا إلى أن “القوى الشيعية ستجتمع خلال الفترة المقبلة لبحث سبل تذليل العقبات من أمام تسوية هذا الملف”.

وأقرت المصادر نفسها بوجود عدة تحديات وضغوط وتبعات مالية لإتمام هذه العملية، ما يتطلب إيجاد حلول ناجعة، في وقت تواجه فيه حكومة محمد شياع السوداني ضغوطا أميركية لحسم هذا الملف وبالتالي تفادي عقوبات محتملة قد تؤدي إلى عزل العراق عن النظام المالي العالمي.

ولا يمتلك السوداني العديد من الخيارات في مواجهة الضغوط الغربية لتفكيك الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدول، حيث يبدو مضطرا إلى دمج هذه الميليشيات في المؤسسة الأمنية والحشد الشعبي حتى يتفادى إغضاب الحلفاء الغربيين وفي نفس الوقت يرضي حليفته طهران التي توفر له الدعم السياسي الذي أوصله إلى السلطة، عبر الإطار التنسيقي.

وتدفع الولايات المتحدة والغرب باتجاه تفكيك محور المقاومة الإسلامية في العراق وحصر السلاح بيد الدولة خاصة بعد تنفيذه العشرات من الهجمات بالمسيرات والصواريخ الباليستية استهدفت الدولة العبرية ما أحرج البلد وجعله عرضة للتهديدات الإسرائيلية.
وكشف مصدر مطلع أن “الانتماء العقائدي يعتبر أحد أبرز عراقيل دمج الفصائل”، لافتا إلى أن الميليشيات “ترتبط بضوابط الولي الفقيه”، داعيا إلى “مناقشة الأمر بشكل سلس لإيجاد مخرج أو حل دون التسبب في أي إشكال ديني نظرا للاختلافات الايدلوجية بين تلك الجماعات”، مشددا على أهمية “إنهاء حالة التنافس الشخصي بين القادة التي من شأنها أن تؤثر على عملية الدمج”.

وتابع أن هذه “العملية تتطلب توفير الأموال اللازمة والتجهيز اللوجستي كالسلاح والعتاد وغيرها من مستلزمات إنجاح توحيد الفصائل ضمن هيئة الحشد الشعبي”.

وكشف أن “مجموع الفصائل المسلحة في العراق يبلغ 34 فصيلا أغلبها اندمجت بالحشد، والقليل منها والتي لا يتجاوز عددها 10 فصائل ستدخل ضمن ألوية الحشد لاكتسابها الصيغة القانونية والرسمية كقوات نظامية تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة فقط”.

وتشكل الحشد الشعبي في العام 2014 بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني علي السيستاني في النجف وذلك إثر سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على مساحات واسعة في عدد من المحافظات العراقية.

وشارك في العديد من المعارك ضد داعش، وكان له دور فعال في هزيمة التنظيم ورغم تراجع أعمال العنف، وانحسار وجود عناصر التنظيم المتطرف في البلاد إلا أنه شهد ارتفاعا في عدد عناصره، فضلا عن تعزيزه بالأسلحة وأحدث المعدات، فيما يتهمه البعض بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

ويرى مراقبون أن دمج الفصائل المسلحة ضمن المؤسسة الأمنية في العراق سيحميها من أي استهداف أو ضربات عسكرية من الولايات المتحدة أو حلفائها.

وحذرت تقارير أميركية في وقت سابق من تعاظم دور الميليشيات الموالية لطهران ضمن محور المقاومة الذي تقوده طهران ويضم أيضا حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن، مرجحة أن  تقوم إيران بالتركيز بشكل أكبر على بناء قوتها في العراق، ضمن مساعيها لإيجاد حلول لانحسار نفوذها في المنطقة.