أنقرة – أعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا أنه تم إيقاف نحو 300 شخص يشتبه “في انتمائهم إلى منظمات إرهابية” في الأيام الخمسة الأخيرة في عملية تستهدف حزب العمال الكردستاني في أرجاء تركيا، فيما يأتي ذلك على وقع جهود لإحلال السلام وانهاء نزاع تجاوز الأربعين سنة، ووسط حديث عن محاولات من قبل مسؤولين في الحكومة لعرقلة هذه الجهود والتمسك بالحلول الأمنية والهسكرية الصرفة.
وكتب الوزير عبر منصة اكس “خلال عمليات متواصلة منذ خمسة أيام ضد حزب العمال الكردستاني في 51 محافظة، ألقي القبض على 282 عنصرا مفترضا في منظمات إرهابية” فيما يتواصل الحوار الذي بادرت إليه الحكومة مع حزب العمال الكردستاني من أجل التوصل إلى هدنة بين الطرفين.

وكان بيان لمكتب المدعي العام في إسطنبول كشف الثلاثاء الماضي ان السلطات أمرت بإصدار مذكرات توقيف في حق 60 شخصا بينهم أعضاء في “حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية” (ديم) المؤيد للأكراد وعدد من الشخصيات اليسارية بشبهة الارتباط بـ”الإرهاب”.
وقال الحزب الداعم للحقوق الكردية على منصة اكس “تركيا استيقظت اليوم على عملية أخرى” ضد أعضاء الحزب مضيفا “من الواضح أن احتمالات التوصل إلى حل وتحقيق السلام بدأت تؤرق بعض الأشخاص”.
ويشير هذا التصريح لوجود بعض الأصوات في السلطة ترفض التحاور مع حزب العمال الكردستاني وتشدد على ضرورة مواصلة الحلول الأمنية والعسكرية لتسوية الملف بشكل نهائي.

ولا يعرف مدى تغلغل هذه الأصوات في موقع القرار لكن الاعتقالات الأخيرة تشير لرفض لمبدأ التحاور مع الحزب المصنف إرهابيا في تركيا وعدد من الدول الغربية.
ويخوض العمال الكردستاني نزاعا مسلحا منذ أربعة عقود مع السلطة المركزية التركية، وتصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة “إرهابية”. وتقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة متمردي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات في إقليم كردستان.
وفيما كانت جهود السلام مجمدة منذ حوالى عقد، أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مبادرة قام حليفه الرئيسي القومي دولت بهجلي بطرحها في أكتوبر/تشرين الأول على أوجلان المعتقل منذ العام 1999 والمحكوم بالسجن مدى الحياة. ودعا بهجلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحلّ حزبه، لقاء الإفراج المبكر عنه.
وتنتظر القوى السياسية في تركيا رسائل أوجلان بعد لقائه بممثلين عن حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية في السجن لبحث جهود السلام.
وتحدثت مصادر إعلامية أن الزعيم الكردي قد يخرج في مقطع مصوّر خلال شهر فبراير/شباط الجاري للمطالبة بالتخلي عن الصراع العسكري والاخراط في الحلول السلمية والحوار السياسي الشامل.
وفي يناير/كانون الثاني، خلصت مجموعة الأزمات الدولية إلى أن مستوى العنف بين حزب العمال الكردستاني والجيش في تركيا انخفض إلى أدنى مستوياته منذ العام 2015.