غزة – حض قيادي كبير في حماس الاثنين أنصار الحركة حول العالم على حمل السلاح ومحاربة الخطط الرامية إلى تهجير سكان غزة، فيما أصدرت إسرائيل إنذارا لإخلاء منطقة واسعة في جنوب القطاع تمهيدا لتصعيد هجومها المتجدد.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من اقترح فكرة إجبار سكان غزة على مغادرة قطاعهم المدمر إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، قبل أن يتبناها سياسيون إسرائيليون من اليمين، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تعهد الأحد تنفيذها.
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري “إزاء هذا المخطّط الشَّيطاني الَّذي يجمع بين المجازر والتَّجويع، فإنَّ على كلّ من يستطيع حمل السلاح في كلّ مكان بالعالم أن يتحرّك”.
وأضاف “لا تدَّخروا عبوّة أو رصاصة أو سكّينا أو حجرا، ليخرج الجميع عن صمته، كلُّنا آثمون إن بقيت مصالح أميركا والاحتلال الصهيوني آمنة في ظل ذبح وتجويع غزّة”.
وأظهرت مشاهد سكانا ينزحون من جنوب قطاع غزة الاثنين في أعقاب إنذار الإخلاء الذي أصدره الجيش الإسرائيلي تمهيدا لاستئناف الهجمات في المنطقة.
ونزح سكان على عربات تجرها حمير وشاحنات حمّلت بطانيات ومراتب وغيرها من الأغراض.
وتضمن الإنذار الذي نشره المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس خريطة تظهر منطقة واسعة في جنوب غزة باللون الأحمر، وتشمل مدينة رفح الكبيرة التي لجأ إليها الكثير من الفلسطينيين في وقت سابق من الحرب.
وأضاف أدرعي “يعود الجيش الإسرائيلي للقتال بقوة شديدة للقضاء على قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق… عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في المواصي”.
وقال علي منصور وهو من سكان رفح إن الجيش الإسرائيلي نشر خريطة “كلها باللون الأحمر، تدعو لإخلاء رفح بالكامل، وها أنا ذا أسير. لا توجد مواصلات، وليس لديّ مال… لم نأخذ معنا أي شيء، تركنا كل شيء خلفنا”.
كذلك فرّت نجاح ظاهر، وهي أيضا من رفح، سيرا على الأقدام وهي تحمل طفلها البالغ تسعة أشهر بين ذراعيها. وقالت “أخذنا أطفالنا، وتركنا ممتلكاتنا، وأسرتنا، وطعامنا، وأموالنا. تركنا كل شيء”.
من جهته، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن “الناس يتم تقاذفهم مثل الكرات بأوامر عسكرية مستمرة تهدد مصيرهم وحياتهم”.
وأضاف فيليب لازاريني عبر منصة إكس “وكأن الموت والمرض والدمار والجوع لم يكن كافيا للفلسطينيين في غزة”. وصدرت دعوة حماس لحمل السلاح غداة عرض نتنياهو على قادتها مغادرة غزة ونزع سلاح الحركة.

وكانت حماس قد أعربت في وقت سابق عن استعدادها للتخلي عن إدارة غزة، لكنها شددت على أن “سلاح المقاومة خط أحمر”.
وقال نتنياهو الأحد إن إسرائيل ستضمن بعد الحرب الأمن الشامل في غزة و”ستتيح تنفيذ خطة ترامب” التي تنص على الترحيل الجماعي للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، واصفا إياها بأنها “خطة هجرة طوعية”.
واعتبر آلان ميندوزا، المدير التنفيذي لمؤسسة “هنري جاكسون سوسايتي” البحثية البريطانية، أن السلطات الإسرائيلية تأخذ خطة ترامب على محمل الجد، وهو احتمال يثير قلق حماس.
وأضاف “هذا يثير قلق حماس لأن وجودها يعتمد على سيطرتها على غزة. وبدون هذه السيطرة لن يكون بإمكان الحركة أن تكون موجودة”. كما رأى أن حماس “صدمت” بالاحتجاجات التي شهدتها غزة ضدها الأسبوع الماضي.
وتابع ميندوزا “إنه ضغط مزدوج (تواجهه حماس)، خارجيا وداخليا” مضيفا “على الصعيد الداخلي، قادت حماس شعبها إلى الكارثة، ولذلك إذا حولت (الضغط الخارجي) إلى قضية وطنية، فإنها تستطيع أن تجعل الناس يلتفون حولها”.
وبعد رفضها مقترح ترامب، اقترحت الدول العربية خطة بديلة لإعادة إعمار قطاع غزة دون نقل سكانه، ومن شأنها أن تتم تحت الإدارة المستقبلية للسلطة الفلسطينية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في فبراير/شباط إنه سيتم إنشاء وكالة خاصة لـ”المغادرة الطوعية” لسكان غزة.
واستأنفت إسرائيل القصف المكثف على غزة في 18 مارس/ آذار ثم شنت هجوما بريا جديدا، منهية بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر قرابة شهرين في الحرب مع حماس بعدما وصلت المفاوضات بشأنه مراحله التالية إلى طريق مسدود.
ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة سقوط 1001 قتيل على الأقل في الهجمات الإسرائيلية.
ودانت حماس الهجمات الإسرائيلية ضد “مدنيين عزّل، ونازحين في خيام النزوح، بدافع الانتقام والإرهاب ضمن سياسة الإبادة والتهجير القسري”.
واندلعت الحرب على خلفية هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أسفر عن مقتل 1218 شخصا، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية عن مقتل 50357 شخصا على الأقل في غزة، أغلبهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.