طرابلس – حذر وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا عماد الطرابلسي من أن بلاده قد تلجأ إلى “الترحيل القسري” للمهاجرين الى أوطانهم في حال تقاعس المجتمع الدولي عن دعمها في تنفيذ عمليات العودة الطوعية لهم.

وقال الطرابلسي خلال مؤتمر صحفي بثته وزارة الداخلية الليبية إن “الولايات المتحدة بدأت ترحيلا قسريا للمهاجرين غير القانونيين، ومن حق أي دولة أن تحافظ على أراضيها ومواردها واستقلالها”، لافتا الى أن ليبيا تحتضن أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر غير نظامي، ما أثر سلبا على المواطن الليبي في قطاعات الغذاء والصحة.

وأشار إلى صعوبة تولي وزارته بمفردها تكاليف ترحيل المهاجرين الى أوطانهم، خاصة من هم من البلدان البعيدة في آسيا وإفريقيا”، مشددا على أهمية تعاون الدول الأوروبية في العودة الطوعية للمهاجرين”. وطالب إيطاليا بتقديم الدعم اللازم لعمليات الترحيل الطوعي وتعزيز دعم الأجهزة الأمنية الليبية في مواجهة الهجرة غير النظامية.

وشدد الطرابلسي على أن “ليبيا لن تكون دولة لتوطين المهاجرين”، معلنا عن تنظيم رحلة في 11 فبراير/شباط الجاري لـ139 لاجئا من عدة دول سيعاد توطينهم في إيطاليا.

وأصبحت ليبيا المنقسمة الى حكومتين متنافستين في الشرق والغرب، مركزا لعشرات الآلاف من المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا عن طريق البحر، معرضين حياتهم للخطر، بينما يعيش الآلاف منهم بصورة غير قانونية في المدن الليبية ويعملون في الزراعة والبناء والتجارة.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، توفي أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر خلال رحلتهم في قوارب متهالكة في البحر الأبيض المتوسط إلى الدول الأوروبية.

وأكد وزير الداخلية على خطورة الوضع قائلا “نحن في مرحلة خطيرة وكافحنا عصابات الهجرة لكنها عابرة للحدود في أوروبا، وأفريقيا تعمل بنشاط على تهريب البشر”، داعيا لضرورة عقد مؤتمر دولي بعد شهر رمضان للحصول على دعم في ملف العودة الطوعية للمهاجرين.

وكان جهاز مكافحة الهجرة السرية في وزارة الداخلية الليبية قد أعلن الأسبوع الماضي عن عملية إعادة 350 مهاجرا مصريا إلى بلادهم، فيما تم ترحيل 323 نيجيريا معظمهم من النساء عبر مطاري طرابلس وبنغازي، بينما تحقق هيئات حقوقية دولية في عمليات تهجير آلاف المهاجرين غير النظاميين عبر مناطق حدودية مع ليبيا، محذرة السلطات الليبية من عواقب المعاملات غير الإنسانية للمهاجرين.

وفي أحدث مأساة تتعلق بأشخاص يسعون إلى الوصول إلى أوروبا عبر الدولة الواقعة في شمال أفريقيا والتي مزقتها الفوضى، كشفت الوحدات الأمنية الليبية عن العثور على نحو 50 جثة هذا الأسبوع في مقبرتين جماعيتين في صحراء جنوب شرقي البلاد.

وأفاد مكتب النائب العام الليبي الأحد أن التحقيق كشف عن وجود “منظمة إجرامية تمتهن الاتجار بالبشر”، ويقوم أفرادها بتعذيب المهاجرين غير النظاميين وإساءة معاملتهم، لافتا إلى توقيف ثلاثة أشخاص خلال العملية هم ليبي وأجنبيان.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة  الاثنين إن بعض جثث المهاجرين التي عثر عليها في مقبرتين جماعيتين في ليبيا تحمل أثار إصابات بالرصاص، مضيفة أن أحد الموقعين يُعتقد أنه يحتوي على ما يصل إلى 70 جثة.

وعبرت المنظمة عن صدمتها وقلقها إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين في ليبيا تضمان جثث عشرات المهاجرين، وبعضها مصاب بالرصاص”، فيما أكد مكتب النائب العام في ليبيا إنتشال السلطات الأمنية في البلاد ما لا يقل عن 28 جثة من المقبرة الجماعية الكبرى بين المقبرتين في الصحراء الواقعة في جنوب شرق ليبيا.