الخرطوم – اتخذ السودان إجراءات تصعيدية ضد كينيا ورئيسها وليام روتو، على ما أعلنه مسؤول سوداني بحجة “التدخل في الشؤون الداخلية واستضافة أنشطة لقوات الدعم السريع تستهدف أمن واستقرار ووحدة البلاد”، وهي ليست المرة الأولى التي تكيل فيها حكومة البرهان اتهامات إلى عدد من الدول، ما أدى إلى تصدع علاقاتها الخارجية مع الجوار.
وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية حسين الأمين الفاضل بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، إن “الإجراءات تشمل حظر استيراد منتجات كينية”، مضيفا أن القرارات ستكون تصاعدية وتدريجية، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وتابع “سنرسل شكاوى للمنظمات الدولية ضد كينيا”، مشيرا إلى أن “كينيا ممثلة في رئيسها ظلت منذ بداية الحرب تتدخل في شؤون السودان وتدعم التمرد الدعم السريع”.
وزاد “الرئيس الكيني روتو تربطه علاقات ومصالح شخصية مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، وهي التي تدفعه لاتخاذ هذا الموقف”.
وأوضح أن استضافة كينيا لاجتماعات الدعم السريع تعتبر “تدخلا سافرا في شؤون السودان الداخلية وخرقا لكل المواثيق والعهود الدولية”.

وهي ليست المرة الأولى التي يكيل فيها فريق عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة اتهامات إلى عدد من الدول دون أي حجج، فيما يرى مراقبون أن تعنت البرهان أدى إلى توتر علاقاته مع الجوار الافريقي.

وسبق أن وجه الجيش السوداني اتهامات إلى الإمارات بدعم قوات الدعم السريع وهو ما فندته أبوظبي بالحجج والأدلة القاطعة، خاصة وأنها وقفت على نفس المسافة الفاصلة بين طرفي الصراع ولعبت دورا بارزا في الجهود الهادفة إلى التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية، كما دعت مرارا إلى التهدئة والدخول في حوار عقلاني لإنهاء الأزمة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتهمت حكومة البرهان تشاد بدعم قوات الدعم السريع وقدمت شكوى ضد نجامينا لدى الاتحاد الافريقي مطالبة جارتها بتعويضات رغم أن وزارة الخارجية التشادية نفت مرارا هذه الاتهامات.

والسبت، وقعت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية بالعاصمة نيروبي ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية للسلطات في السودان، وسط احتجاج الحكومة على استضافة كينيا ما وصفته بـ”المؤامرة”.
والخميس، أعلنت الخارجية السودانية، استدعاء سفير الخرطوم لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف إقامة “حكومة موازية”.
وقالت الخارجية الكينية الأربعاء إن “استضافة كينيا لاجتماعات مجموعات سودانية في نيروبي تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي”.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر القوات التي يقودها حميدتي على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غربا، و60 بالمئة من عمق الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال الدعم السريع تفرض سيطرتها على أحياء شرقي المدينة وجنوبها.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.