باريس – بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء مع قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر تطورات العملية السياسية في ليبيا، في تحرك جديد يفتح المجال أمام تعزيز الدعم الدولي لقوات حفتر الذي يتطلع لتوسيع تحالفاته العسكرية في الفترة القادمة.
وأوضح بيان الجيش الليبي أن قائد القيادة العامة التقى ماكرون في قصر الإليزيه، حيث عقد الطرفان اجتماعاً موسعاً تبادلا فيه الرؤى حول “أهمية دعم جهود بعثة الأمم المتحدة”، واستعرضا المستجدات الإقليمية وبحثا سبل تعزيز التعاون بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة.

وتشهد العلاقات بين الشرق الليبي وفرنسا تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى باريس إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، بينما يبحث حفتر عن حلفاء دوليين يدعمون مواقفه.

ولعبت باريس دورًا في محاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية المتنازعة، واستضافت عدة اجتماعات ولقاءات بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.

وتُعتبر فرنسا من أبرز الداعمين للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حيث ترى فيه قوة قادرة على مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء وتحقيق الاستقرار في البلاد، اذ تمثّل الجماعات الإرهابية تهديدا مشتركا للبلدين، بينما يشمل التعاون العسكري بين الطرفين التدريب والتسليح وتبادل المعلومات الاستخبارية.

ويثير توسع النفوذ الروسي في ليبيا وعدد من دول القارة الافريقية توجس الغرب، لا سيما بعد أن تمكّن مقاتلو “فاغنر” الروسية من السيطرة على العديد من المواقع العسكرية الفرنسية في بعض دول افريقيا منها مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد والسنغال وساحل العاج، بعد أن أنهت هذه الدول اتفاقياتها العسكرية مع باريس وتوجهت نحو تعزيز علاقاتها بروسيا.

وفي الأسبوع الماضي، أجرى حفتر وأبناؤه زيارة استمرت ثلاثة أيام لبيلاروسيا، حيث التقى الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، وتباحث معه سبل التعاون بين الجانبين، فيما قدم الرئيس البيلاروسي تعهداً بمساعدة حكومة الشرق بجميع السبل الممكنة، مؤكداً أن “كل ما سيُتَّفَق عليه سينفذ في وقته المحدد”، بينما عقد صدام حفتر لقاءً مع وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين لبحث تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات.

وتقود بعثة الامم المتحدة في ليبيا حاليا جهودا تهدف لإيصال البلاد إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين، إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد، ومقرها بنغازي التي تدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب وهي مدعومة من حفتر، والأخرى حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة ومقرها طرابلس والتي تدير منها كامل غرب البلاد.
ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات، التي طال انتظارها، إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة، وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

وأعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح عقب اجتماعه الأربعاء مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة هانا تيتيه الاتفاق على ضرورة توحيد السلطة التنفيذية وتشكيل حكومة موحدة للمضي قدماً نحو تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال.

 وقال إن الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع في البلاد، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة استمرار التعاون والتواصل مع البعثة الأممية والمجتمع الدولي، وعلى التزام مجلس النواب بالاتفاق السياسي، ومخرجات لجنة 6+6 المشتركة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، وكل ما من شأنه إنهاء الانقسام السياسي.