واشنطن – تعتزم نوكيا تحقيق إنجاز تاريخي في مجال الاتصالات من خلال اطلاق أول شبكة خلوية يتم إنشاؤها على سطح القمر خلال أسابيع قليلة.

واختارت ناسا شركة نوكيا الأميركية، وهي شركة تابعة لشركة نوكيا الفنلندية، في عام 2020 للانضمام إلى برنامج “نقطة تحول” التابع لوكالة ناسا، الذي يعكف على تطوير تقنيات للاستخدام في الفضاء.

 تتمثل فكرة نوكيا في اختبار معدات اتصالات 4G/LTE على سطح القمر. تُسمى المهمة IM-2 (IM تعني “الآلات البديهية”).

ومن المقرر إطلاق الشبكة الخلوية أواخر فبراير/شباط من مركز كينيدي الفضائي التابع لوكالة ناسا. المشروع، وهي ثمرة تعاون بين مختبرات نوكيا بيل لابز وشركة إنتويتيف ماشينز، وتعتمد على تعديل تقنية 4G/LTE الأرضية لتناسب الظروف البيئية القاسية على القمر.

تم تثبيت النظام، المعروف بـ “الشبكة المدمجة”، على اللوحة العلوية المصنوعة من الكربون المركب لمركبة أثينا، ما تطلب تعديلات كبيرة لضمان سلامة النظام خلال الرحلة التي تمتد لمسافة 385 الف كيلومتر، وكذلك لضمان عمله على سطح القمر.

يحتوي النظام على ابتكارات تقنية أساسية، بما في ذلك أربعة عشر نقطة تثبيت معزولة حراريًا ونظام حماية متطور. هذه المزايا ستُمكّن النظام من الحفاظ على درجة حرارة مثالية أثناء التشغيل أو وضع الاستعداد، لمواجهة التقلبات الحرارية الحادة في الفضاء العميق.

ستستفيد مركبتان قمريتان من هذه الشبكة وهما مركبة مايكرو-نوفا هوبر التابعة لشركة إنتويتيف ماشينز.والعربة الجوالة ماب التابعة لشركة لونار أوتبوسْت.

عند الهبوط على سطح القمر، ستنشر هذه المركبات هوائياتها لتتصل بشبكة أثينا، مما يُمكّنها من نقل مقاطع فيديو عالية الدقة، وإرسال الأوامر، وبيانات القياس عن بُعد إلى الأرض.

وصرح تيري إي. كلاين، رئيس قسم أبحاث الحلول في مختبرات بيل لابز بشركة نوكيا: “هذه التقنية الخلوية التي أحدثت ثورة في الاتصالات الأرضية يمكن أن تُغير مستقبل الاتصالات على عوالم أخرى، خاصة للمهمات البشرية المستقبلية إلى القمر والمريخ.”

ستستفيد مهمة IM-2 من مركبة مايكرو-نوفا هوبر لاستكشاف الفوهات القمرية بحثًا عن رواسب الجليد، بينما ستعمل العربة الجوالة ماب على رسم خرائط لمنطقة القطب الجنوبي للقمر.

علق الرئيس التنفيذي لشركة إنتويتيف ماشينز، ستيف ألتيموس، قائلاً “نعتقد أن تسليم نظام 4G/LTE الخاص بشركة نوكيا إلى سطح القمر يمثل لحظة تحول في مجال تجارية الفضاء ونضج الاقتصاد القمري. سواء كان الأمر يتعلق بقدرة نوكيا على ربط الأصول السطحية أو بقدرتنا على نقل تلك البيانات إلى الأرض وإطلاق أقمار صناعية لتوصيل البيانات القمرية، فإننا نرى أن هذه الابتكارات هي قدرات أساسية نعتقد أنها ستُعرّف الجيل الجديد من برنامج أرتميس”.