الصالح نيوز :
جانب مظلم وراء رومانسية الشموع المعطرة
الصالح نيوز :
جانب مظلم وراء رومانسية الشموع المعطرة
جانب مظلم وراء رومانسية الشموع المعطرة
واشنطن – رغم ارتباطها بالأجواء الرومنسية واللحظات الحميمة، تخفي الشموع المعطرة جانبا مظلما يهدد صحتنا بسبب ما تولّده من تفاعلات كيميائية بمجرد إشعالها.
وكشفت دراسة حديثة عن وجود مخاطر صحية غير متوقعة مرتبطة بالعادة الشائعة التي يلجأ إليها الكثيرون لتحسين أجواء منازلهم.
وأظهرت النتائج أن هذه الشموع قد تسبب تلوثًا للهواء الداخلي بمستويات تفوق الحدود المسموح بها، مما يعرض الصحة العامة لخطر كبير.
ووفقًا للدراسة، تطلق الشموع المعطرة مجموعة من المواد الكيميائية السامة، تشمل أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، بالإضافة إلى مركبات عضوية متطايرة (VOCs). وتُعد هذه الجزيئات مسببًا رئيسيًا لمشاكل الجهاز التنفسي، كما تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل التهاب الشعب الهوائية وسرطان الرئة.
شملت الدراسة قياسات لجودة الهواء في 14 منزلاً في إيرلندا، حيث تم تحليل مستويات ثاني أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة (PM2.5) التي تخترق الرئتين بسهولة، مسببة التهابات قد تتطور إلى أمراض خطيرة. كما قام المشاركون بتوثيق عاداتهم المنزلية، مثل استخدام الشموع المعطرة، وطرق التهوية، وأساليب التنظيف.
وأظهرت النتائج أن استخدام الشموع المعطرة يؤدي إلى زيادة تركيز الجسيمات الدقيقة إلى 15 ضعف الحد الآمن الذي حددته منظمة الصحة العالمية.
زيادة تركيز الجسيمات الدقيقة إلى 15 ضعف الحد الآمن
وأوضحت الدراسة أن ضعف التهوية، خاصة في الأماكن المغلقة مثل غرف النوم والحمامات، يفاقم من تراكم هذه الجسيمات، مما يزيد المخاطر الصحية على السكان.
كما أشارت الدراسة إلى أن أعواد البخور تشكل تهديدًا أكبر، حيث تنتج أربعة أضعاف كمية الجسيمات الدقيقة مقارنة بالسجائر. وفي الأسر غير المدخنة، مثلت الشموع المعطرة المصدر الأساسي لتلوث الهواء الداخلي.
وبناءً على هذه النتائج، ينصح الخبراء باستخدام الشموع في أماكن جيدة التهوية، مع تقليل مدة إشعالها. كما شدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم التأثيرات الصحية الكاملة لاستخدام هذه المنتجات.
ونسمع في الكثير من الأحيان عن إصدارات شمع الصويا أو شمع العسل كبدائل طبيعية لخيارات الشمع التقليدية.. فهل هي حقًا “أكثر صحة” أو “غير سامة” كما يتم الترويج لها؟
واوضحت الرابطة الوطنية للشموع أن الشموع المصنوعة من “البارافين”، وهو منتج ثانوي رخيص للبترول، هي الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، هناك دراسات قليلة حول انبعاثات الشموع أو آثارها المحتملة على صحة الإنسان.
وقالت طبيبة أمراض الرئة، سوبيا فاروق، إنه لا يوجد استنتاج عام بأن شموع “البارافين” مُضرّة أو غير مُضرّة. ولكنّ مخاطرها قد تعتمد على نوع الشمعة، وجودتها، وعدد مرّات حرقها، وحالتك الصحيّة، وغيرها.
وتطلق الشموع عند اشتعالها مركبات عضوية متطايرة، تتبخّر بسرعة وبسهولة في الهواء في درجة حرارة الغرفة، بحسب ما قاله أريفول حاق، وهو طبيب باحث في مستشفى “يانان”، التابع لجامعة “كونمينغ” الطبية في الصين، عبر البريد الإلكتروني.
تنبعث هذه المركبات بشكل شائع من الدهانات، ومنتجات التنظيف، ومستحضرات التجميل، ومُعطّرات الجو، وفقًا لجمعية الرئة الأميركية. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون ضارّة بحدّ ذاتها أو تُشكّل ملوثات في الهواء بمجرد تفاعلها مع الغازات الأخرى.
ويُعدّ “التولين”، وهو سائل متبخر شفاف ويتواجد بشكل طبيعي في النفط الخام، أحد المركبات العضوية المُتطايرة التي غالبًا ما تنبعث من الشموع.
وتم تسجيله كمادة سامة بحدود تعرّض محدودة من قبل بعض الهيئات التنظيمية، بما في ذلك وكالة حماية البيئة الأمريكية، والمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وإدارة السلامة والصحة المهنية.
وأوضح حاق أن “التولين” يرتبط بالدوار والصداع وآثار أكثر خطورة عند التعرض له لفترة طويلة.
وأضاف أن البنزين هو مركب عضوي متطاير آخر تطلقه شموع “البارافين”. وارتبط التعرّض طويل الأمد، لهذه المادة الكيميائية، باضطرابات الدم مثل سرطان الدم. وعند استنشاقه، يمكن أن يكون سببًا في تهيّج الجهاز التنفسي.
وقالت الدكتورة سارة إيفانز، وهي أستاذة مساعدة في الطب البيئي وعلوم المناخ في مدرسة طب ماونت سيناي، عبر البريد الإلكتروني: “قيّمت العديد من الدراسات انبعاثات الشموع في ظلّ ظروف خاضعة للرقابة، وكذلك في المنازل، وأظهرت أن حرق الشموع يساهم في رداءة جودة الهواء، ويزيد من خطر استنشاق المواد الكيميائية المثيرة للقلق”.
وغالبًا ما تُعتبر الشموع المصنوعة من شمع الصويا أو شمع العسل أكثر صحة. لكن أوضحت إيفانز أن أي شيء يتم إشعاله، ستنبعث منه جسيمات أو مواد كيميائية ضارّة.
وأضافت أن شمع “البارافين” عادة ما يكون الأكثر تلويثًا للهواء.
وإذا كنت ترغب في الاستمرار باستخدام الشموع، يقدم الخبراء بعض النصائح لتقليل المخاطر الصحية المحتملة. يُنصح باختيار الشموع المصنوعة من شمع الصويا أو شمع العسل بنسبة 100%، والتأكد من أن فتائل الشموع خالية من المعادن مثل الرصاص أو الزنك. كما يُفضل تجنب الشموع المصبوغة، وتغطيتها عندما لا تكون قيد الاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بحرق الشموع في مناطق جيدة التهوية لتقليل تأثير تلوث الهواء الداخلي.
الصالح نيوز :
جانب مظلم وراء رومانسية الشموع المعطرة
الصالح نيوز :
جانب مظلم وراء رومانسية الشموع المعطرة
#جانب #مظلم #وراء #رومانسية #الشموع #المعطرة