دمشق – شهدت مدينة القرداحة مسقط رأس حافظ الأسد والد الرئيس السوري السابق بشار الأسد اشتباكات عنيفة بين قوات الإدارة السورية الجديدة وعدد من الأهالي بعد محاولة السلطات السيطرة على منزل ضابط سابق في الجيش السوري، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فيما عززت الحكومة من تواجدها الأمني في المدينة ذات الأغلبية العلوية.
ووفق المرصد فقد “تصاعد التوتر في المدينة التابعة لمحافظة اللاذقية بعد محاولة عناصر من قوات الإدارة السورية الجديدة الاستيلاء على المنزل مما تسبب بوقوع اشتباكات مع السكان أسفرت عن إصابة شخص بالرصاص”.

وأضاف “العشرات من المواطنين تجمعوا بعد ذلك قرب مخفر الأمن العام في المدينة، وسط حالة من الاحتقان ومخاوف من تصعيد المواجهات” متابعا “إدارة العمليات العسكرية ردت بإطلاق النار واستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة وسط حالة من الذعر بين السكان”.
وتحدث المرصد عن حملات أمنية واسعة تزامنت مع أحداث القرداحة مشيرا الى ان “عدة مناطق في محافظتي اللاذقية وحمص شهدت حملة اعتقالات واسعة، حيث قامت الحواجز الأمنية في اللاذقية باحتجاز خمسة أشخاص أثناء توجههم إلى مدينة جبلة” باللاذقية”.
من جانبها نقلت وكالة “سانا” عن مدير إدارة الأمن الداخلي في اللاذقية أن “عناصر الأمن اقامت حاجزا جديدا وسط المدينة، وهو ما يأتي في إطار الجهود المستمرة لضبط الأمن في المحافظة”.
وأضاف أن “مجموعات متضررة من فرض الأمن حاولت منع الحاجز، وإثارة الفوضى والتهجم على مخفر المدينة، وأن قوات الأمن تعمل حاليا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن والاستقرار”.
وقد شهد ريف اللاذقية بعد الاحداث مظاهرة تطالب برفض التحريض الطائفي مطالبين بالحفاظ على الوحدة الوطنية والعمل على مواجهة من تسببوا في إراقة الدماء.
وتعتبر الطائفة العلوية عن مخاوفها الشديدة من حملات انتقامية تقوم بها بعض العناصر التي تدعي انتماءها للإدارة السورية الجديدة بعد سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفر عدد من أبناء الطائفة العلوية من محافظة حمص نحو مدن الساحل في محافظتي اللاذقية وطرطوس اللتين تعتبران معقلا للطائفة وسط مخاوف من حملات انتقامية تقوم بها بعض الفصائل المتشددة.
وسعى الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع لطمأنة الأقليات الدينية بمن فيهم العلويون لكن الطائفة العلوية تخشى من الانتقام بعد ان ارتبط اسمها بنظام الرئيس السوري السابق.
وقد وثق المرصد السوري العديد من الانتهاكات التي طالت الطائفة العلوية في عدد من المحافظات والتي وصلت الى حد التصفيات الجسدية. في المقابل تعرض عدد من عناصر الإدارة السورية الجديدة لكمائن في منطقة الساحل السوري يشتبه أن عناصر موالية للنظام السابق نفذتها. وتعهد الشرع بمحاسبة المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم تعذيب بحق السوريين خلال حقبة الأسد.
وأسفر النزاع في سوريا عن مقتل قرابة نصف مليون شخص وتهجير الملايين وإلحاق دمار واسع بالمدن والبنى التحتية.