أربيل – أكد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الأربعاء، أن الحكومة الجديدة للإقليم ستشكل من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مع الأحزاب الكردية الأخرى، فيما أشار إلى أن الحكومة المقبلة ستلبي طموحات الشعب في الإقليم.

ويواصل الحزبان الرئيسيان في كردستان الأربعاء، جولة جديدة من المفاوضات حول تشكيل الحكومة المقبلة، في اجتماع بمدينة أربيل.

وسيترأس وفد الاتحاد الوطني الكردستاني نائب رئيس الحكومة قوباد طالباني، بينما يقود وفد الحزب الديمقراطي القيادي هوشيار زيباري. ورغم عقد سبعة اجتماعات سابقة بين الطرفين لمناقشة آلية تشكيل الحكومة، إلا أن المباحثات لم تثمر حتى الآن عن توافق نهائي لغاية الآن.

وباتت الخارطة السياسية أكثر تعقيداً وضبابية في الإقليم وتلقي ظلالاً ثقيلة على عملية تشكيل حكومته بعد التغييرات السياسية والأمنية في المنطقة، مع استحالة تشكيل حكومة جديدة تكون فيها المعارضة قوية وعدم إمكانية تشكيل أي من الحزبين الرئيسيين الحكومة بمعزل عن الآخر.

وأشار بارزاني، خلال جلسة حوارية في منتدى أربيل بنسخته الثالثة تحت عنوان (القلق المتراكم حول مستقبل الشرق الأوسط)، إلى “أهمية تشكيل حكومة تحظى بثقة جميع مكونات الشعب”، مبيناً أن “المحادثات الجارية بين الأحزاب الكردية يجب أن تؤدي إلى نتائج إيجابية تضمن الاستقرار السياسي وتلبي تطلعات المواطنين”.

وأضاف “نربط بين الأمور، فالانتخابات التي أجريناها كانت ناجحة بفضل التعاون الكامل من قبل بغداد موضحا، أن “شعب كردستان ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة منذ فترة طويلة”، معرباً عن “أمله في أن تؤخذ  تطلعاته ومطالبه على محمل الجد لضمان مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً”.

وأجريت انتخابات الإقليم الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2024 بعد تأجيلها لعامين عن موعدها الأصلي، وكشفت حملاتها الانتخابية عمق الخلافات السياسية، سيّما بين الحزبين الحاكمين، لكن الحزب الديمقراطي كثف جهوده على مدى الأشهر الماضية في خضمّ الخلافات السياسية مع الاتحاد الوطني وأطراف متنفذة في السلطة الاتحادية العراقية، وكذلك في ذروة المصاعب المالية التي واجهها الإقليم، من التواصل والتحاور والتفاوض مع مختلف الأطراف للوصول إلى نقاط مشتركة لحلحلة الأزمة السياسية.

وحقّق الديمقراطي الكردستاني مؤخّرا تقدما مهما في حل الأزمة المالية بتوصّله إلى اتفاق مع حكومة رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني بشأن استئناف تصدير نفط إقليم كردستان المتوقّف منذ نحو سنتين بسبب خلافات بين بغداد وأربيل حول الأحقية بامتياز تصديره وعوائده، وأيضا خلافات بين العراق وتركيا التي تمثّل منفذ تصدير النفط عبر خط أنابيب كركوك – جيهان.

وقال بارزاني إن “المرحلة السابقة، التي أطلق عليها مرحلة الاتفاقية الاستراتيجية بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، كانت مرحلة إعمار وتقدم سياسي واجتماعي في الإقليم وأسهمت في تعزيز الاستقرار والتعاون بين الأطراف السياسية”.

وأشار إلى أن “ما يجري الآن لا يمكن تسميته اتفاقاً استراتيجياً، لكنه سيشكل أساسا إداريا وسياسياً صحيحاً لطريقة الحكم في إقليم كردستان، وسيساهم في حل المشاكل العالقة وإيجاد حلول عملية لها”.

وأضاف، أن “الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني حاولا كل على حدة تشكيل الحكومة بالتعاون مع أحزاب أخرى، لكن ذلك لم ينجح ما يستوجب مشاركة كلا الحزبين إلى جانب مكونات سياسية أخرى لضمان تشكيل حكومة شاملة”.

وختم بارزاني، حديثه بالقول إن “هناك تواصلاً مستمراً مع جميع الأطراف السياسية، ولم يستبعد عقد اجتماع مشترك لمناقشة المسائل العالقة والتوصل إلى حلول تضمن استقرار الإقليم ومستقبله السياسي”.

وشهد الإقليم سلسلة من الاجتماعات والمفاوضات الداخلية والخارجية للإسراع في تشكيل الحكومة العاشرة، حيث زار رئيس الحكومة الحالية- المنتهية ولايته مسرور بارزاني، أنقرةَ والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان بعد سقوط الأسد، بالتزامن مع زيارة أجراها رئيس حراك الجيل الجديد الكردي “المعارض” شاسوار عبد الواحد إلى تركيا، واجتماعه في أنقرة مع نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، والذي فتح التكهنات أمام سيناريوهات جديدة لتشكيل الحكومة الكردية الجديدة، ومواجهة الأذرع الإيرانية في الوقت نفسه.

وأعرب سعدي بيره عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني عن تفاؤله بقرب تشكيل حكومة للإقليم قائلا أن “اللجنة الخاصة بتعريف الشراكة وتوصيف المسؤوليات وتوضيح سلطات الوزارات التابعة للجنة العليا للمفاوضات اقتربت من إنجاز عملها”، معتبرا ذلك “بادرة خير بعد أن كانت هناك خلافات بين الاتحاد والديمقراطي حول صلاحيات الوزارات وبعض التوصيفات”.

وأضاف في تصريحات لموقع رووداو الإخباري “اليوم نستطيع القول إن هناك توافقا على غالبية النقاط وبعض الأمور ليست من صلاحية اللجنة المصغرة بل من صلاحيات كل من هوشيار زيباري عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وقوباد طالباني عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وإذا لم يتم الاتفاق على بعض النقاط الخلافية ترحّل إلى القيادة العليا للحزبين”.