الرباط – يعكس توشيح عبداللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بوسام ‏الأمير ‏نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى خلال اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب الذي احتضنته تونس الأحد، تقديرا دوليا لجهوده في تطوير المؤسسة الأمنية المغربية، كما يمثل أيضا اعترافا بالإنجازات التي حققتها الممكلة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لكافة أشكال الجريمة العابرة للحدود.

وكان هذا التكريم متوقعا على نطاق واسع، خاصة وأن العديد من التقارير الدولية سلطت خلاله الآونة الأخيرة الضوء على النقلة النوعية التي أحدثها حموشي داخل الأجهزة الأمنية المغربية، ما عزز قدراتها للتصدي لكافة المخاطر الأمنية، لا سيما الإرهابية.

ونجح حموشي منذ تسلمه إدارة الأمن المغربي في تطويره، من خلال التركيز على مبادئ تأهيل الأطر الأمنية وتعزيز الاستباقية والابتكار والتعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ما جعل المغرب مثالا يحتذى به في بسط الأمن والاستقرار، فضلا عن الدور الإقليمي والدولي الذي يلعبه في هذا المجال.

وأفادت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان بأن “الأمانة العامة لجائزة الأمير نايف للأمن العربي اختارت عبد اللطيف حموشي، للحصول على وسام ‏الدرجة ‏الأولى لهذه السنة، تقديرا لجهوده الموفقة في تدعيم مسيرة العمل الأمني المشترك وتعزيز الحضور العربي في ‏‏المحافل الدولية”.‏

ويعتبر وسام الأمير نايف للأمن العربي من أسمى الأوسمة التي تمنح على الصعيد العربي، كما ‏يهدف ‏أساسا إلى تكريم وتوشيح الشخصيات القيادية التي قدمت إنجازات متميزة على المستوى العربي، وأسهمت في الحفاظ على ‏الأمن ‏والسلم في الوطن العربي.

وينظر إلى حموشي على نطاق دولي على أنه لعب دورا فعالا في النجاحات التي حققتها المملكة خلال الأعوام الماضية سواء من خلال إحباط العديد من المخططات الإرهابية داخل المغرب أو خارجه وتفكيك الشبكات الإجرامية.

وفرضت التجربة المغربية نفسها على الساحة الدولية، خاصة بعد أن أدى التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية إلى تجنيب العديد من الدول الأوروبية هجمات إرهابية في وقت قياسي.

وليست المرة الأولى التي يحظى فيها حموشي بتكريم دولي، إذ منحته باريس في أغسطس/آب الماضي ميدالية الشرف الذهبية للشرطة الوطنية الفرنسية كاعتراف بالجهود التي بذلها الأمن المغربي وأفضت إلى تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي الفرنسية، فضلا عن تمكن السلطات المغربية من اعتقال العشرات من المطلوبين للعدالة الدولية.

وأوضح بيان فرنسي حينها أن “وسام الشرف منح لحموشي تقديرا لجهوده الكبيرة في تعزيز التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا وكذلك لإسهاماته الفعالة في حفظ الأمن والاستقرار في البلدين”.

كما حظي حموشي بتكريم إسباني في مايو/أيار الماضي، عندما كان المسؤول الأمني الإفريقي الوحيد الذي شارك في الاحتفالات الرسمية للذكرى السنوية الـ200 لتأسيس جهاز الشرطة الوطنية الاسبانية.

وأشارت صحيفة “تالايار” الإسبانية في تقرير سابق إلى أن “حموشي أعاد تشكيل صورة الشرطة المغربية بالكامل من خلال تحديث أنظمتها وأساليب عملها وتعزيز كفاءتها، ثم النهوض بالأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن، وفتح الباب أمام النساء لولوج أسلاك الشرطة، ناهيك عن إحداث مركز دولي لتكوين الأطر الأمنية المغربية والإفريقية بإفران”.

وسلطت الضوء على مساره المهني وكفاءته الكبيرة في مجاله، مشيرة إلى أنه أول شخص يجمع بين رئاسة المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بعد أن عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس على رأس المديرية في سن يناهز 39 سنة.

واستعرضت الصحيفة الإسبانية النجاحات التي حققتها المملكة في تنظيم العديد من التظاهرات السياسية والرياضية والثقافية على غرار المؤتمر السابع والأربعين لرؤساء الشرطة والأمن العرب سنة 2023 ومواكبة الأحداث الوطنية والقارية والدولية الكبرى، مثل الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكأس العالم للأندية، وكأس إفريقيا للأمم تحت 23 سنة، وكأس إفريقيا للسيدات.

ويشكّل المغرب اليوم حلقة أساسية في الجهود الأمنية الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف، إذ يعتمد إستراتيجية أمنية في التصدي لمختلف المخاطر والتهديدات إلى جانب تحالفات دولية وشراكات خاصة مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عززت جاهزيته في هذا المجال.