الخرطوم – كشفت تقارير أممية عن تنفيذ العديد من عمليات الإعدام بحق أنصار قوات الدعم السريع في الخرطوم بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة، بينما أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اليوم الخميس أنه “روّع” بهذه التقارير.

وتدين هذه التقارير الجيش السوداني باعتبار أن عمليات الإعدام نفذت بعد أن بسط سيطرته على العاصمة، فيما يبدو أنها كانت تهدف إلى الانتقام من أنصار قوات الدعم السريع.

وقال تورك في بيان إن”عمليات الإعدام نفّذت خارج نطاق القضاء بحق مدنيين في أحياء في الخرطوم للاشتباه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع”.

وأعلن الجيش الأسبوع الماضي استعادة السيطرة الكاملة على الخرطوم بعد أسابيع من القتال، فيما قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” إن قواته “أعادت تموضعها” فقط، بينما أكدت لجان المقاومة السودانية، المكونة من نشطاء، الأربعاء مقتل 85 شخصا على الأقل في أسبوع واحد خلال القتال.

ودعا فولكر تورك “قادة الجيش السوداني إلى اتخاذ تدابير فورية لوضع حد للحرمان التعسفي من الحياة”، مضيفا أن “مفوضية حقوق الإنسان راجعت مقاطع فيديو مروعة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 26 مارس/آذار تظهر على ما يبدو رجالا مسلحين يعدمون مدنيين بدم بارد في جنوب الخرطوم وشرقها”، متابعا “في بعضها، يقول الجناة إنهم يعاقبون أنصار قوات الدعم السريع”.

وفي تطور ميداني قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها أسقطت طائرة للجيش السوداني من طراز “أنتونوف” اليوم الخميس في شمال دارفور ونشرت مقطعا مصورا قالت إنه يظهر حطام الطائرة.

وأعلنت “الدعم السريع” في السابق إسقاط طائرات يستخدمها الجيش، بما في ذلك طائرة نقل سقطت في شمال دارفور في أكتوبر/تشرين الأول.

واندلعت الحرب بسبب صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل انتقال مخطط له إلى الحكم المدني. وتسبب القتال في تدمير مناطق كثيرة من الخرطوم وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني من ديارهم، وترك حوالي نصف السكان وعددهم نحو 50 مليون نسمة يعانون من جوع حاد.

ومن الصعب تقدير إجمالي الوفيات، لكن دراسة نُشرت العام الماضي ذكرت أن عدد القتلى ربما وصل إلى 61 ألفا في ولاية الخرطوم وحدها في الأشهر الأربعة عشر الأولى من الصراع.