واشنطن – قال آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الرهائن اليوم الأحد إن الاجتماعات الأميركية مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة كانت مفيدة جدا من دون أن يستبعد عقد لقاءات أخرى، موضحا أن اجتماعاته مع قادة حماس في الأيام القليلة الماضية كانت تسعى إلى تحديد الغاية النهائية للحركة بهدف إنهاء القتال.

وأضاف في مقابلة مع برنامج ‘حالة الاتحاد’ على شبكة سي.إن.إن “أعتقد أنه كان اجتماعا مفيدا جدا. كان من المفيد للغاية سماع بعض الأخذ والرد”، مؤكدا أيضا أنه يتفهم الفزع والقلق الذي عبر عنه المسؤول الإسرائيلي رون ديرمر بشأن التواصل المباشر مع حماس، لكنه أوضح أنه كان لديه هدف واضح في محادثاته.

وقال بولر “نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا عملاء لإسرائيل… لدينا مصالح محددة في اللعبة وتواصلنا ذهابا وإيابا.. ما أردت إنجازه هو بدء بعض المفاوضات التي كانت في وضع هش للغاية وأردت أن أقول لحماس، ما هي الغاية التي تريدونها؟”

وتعارضت المناقشات بين بولر وحماس مع سياسة واشنطن التي استمرت لعقود ضد التفاوض مع الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية. ومن المقرر أن يصل مبعوثون أميركيون إلى المنطقة هذا الأسبوع لمواصلة المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وقال المبعوث الأميركي إنه يعتقد أنه يمكن تحقيق شيء بشأن الرهائن المحتجزين في غزة في غضون أسابيع، دون أن يوضح التفاصيل، لكنه عبر عن اعتقاده بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق يسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن وليس فقط الأميركيين المحتجزين في القطاع.

وفي سياق منفصل، قال إنه لا يعرف ما إذا كان الصحفي الأميركي أوستن تايس لا يزال على قيد الحياة في سوريا، مضيفا “سأذهب إلى سوريا وسأبذل قصارى جهدي لمعرفة ذلك. إذا كان هناك سأعيده إلى بلاده”.

وأعلنت حركة حماس الأحد، موافقتها على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة على المستويات الوطنية والرئاسية والتشريعية.

ويأتي اعلان حماس على اثر لقاء جمع وفد الحركة بقيادة محمد درويش برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد في القاهرة، حيث ناقش الجانبان عدة قضايا من بينها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

ورحب وفد حماس في بيان بمخرجات القمة العربية، لا سيما خطة إعادة إعمار القطاع، مجددا التأكيد على “الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني” ومشددا على أهمية الالتزام بجميع بنود الاتفاق، داعيا إلى بدء مفاوضات المرحلة الثانية فورا وفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود.

وكان المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع أكد في بيان مساء السبت أن “المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية”، مضيفا أن “جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار” الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير/كانون الثاني وانتهت مرحلته الأولى في الأول من مارس/آذار، لكنه شدد على “ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق”.

من جهتها أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدا الاثنين إلى قطر، إحدى الدول الوسيطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، “بهدف دفع المفاوضات قدما”.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الوفد سيتوجه الى الدوحة “بدعوة من الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة” لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يفترض أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب في القطاع المدمّر.

وستتزامن زيارة الوفد الإسرائيلي مع تواجد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في المنطقة، إذ من المقرر أن يعقد اجتماعا في السعودية خلال الأسبوع المقبل مع وفد أوكراني لمناقشة هدنة مع روسيا.