واشنطن – كشفت دراسة حديثة أن اضطراب الإيقاع اليومي في الحياة الحديثة يؤثر على النشاط المناعي والوظائف الهضمية، ما يؤدي الى الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

وبينت الدراسة أن تعطيل الساعة البيولوجية، التي تنظم عادة العديد من العمليات الفسيولوجية، قد يلعب دوراً رئيساً في تطور الأمراض الالتهابية للأمعاء وتقدمها، مشيرة الى أن هذه الأمراض تؤثر على نحو 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، مع زيادة واضحة في انتشارها في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء.

وتتسبب هذه الأمراض المزمنة في آلام البطن والإسهال المزمن والتعب وسوء التغذية، ما يعيق بشكل كبير جودة حياة المرضى، بالإضافة إلى التحديات العاطفية والمالية التي يواجهها العديد منهم، حيث يعانون من القلق والاكتئاب والتحديات في العمل أو الأنشطة الاجتماعية.

وأوضح الباحثون أن الاضطراب في الايقاعات الطبيعية يحفّز الاستجابة الالتهابية مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى مرضى أمراض الأمعاء الالتهابية.

وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة “لاتجاهات في الطب الجزيئي” أن فحص الساعة البيولوجية والتأثيرات التي تطرأ على الإيقاعات اليومية يمكن أن يساعد على ابتكار استراتيجيات علاجية جديدة أكثر تخصيصا وتتماشى مع الطبيعة البيولوجية الفردية للمرضى.  كما يمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات استخدام الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة الإيقاعات البيولوجية لدى المرضى وكذلك تعديل العادات الحياتية مثل توقيت الوجبات والنوم. 

ويؤكد البروفيسور أورين فروي من الجامعة العبرية “على الرغم من الفهم المتزايد للآليات الجزيئية وراء الساعة البيولوجية، فإن تحويل هذه المعرفة إلى تطبيقات سريرية ما يزال يمثل تحدياً”.

وتتطلب الأمراض الالتهابية للأمعاء إدارة مدى الحياة باستخدام الأدوية وتغييرات في النظام الغذائي، وأحيانا الجراحة، ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى استراتيجيات علاجية أكثر فعالية وشخصية.

وخلص الباحثون إلى أن هذه الدراسة تمهد الطريق لدمج علم الإيقاعات البيولوجية في إدارة هذه الأمراض المزمنة، ما يوفر الأمل في علاجات لا تقتصر على معالجة الأعراض فحسب، بل تتماشى أيضا مع الإيقاعات الطبيعية للجسم.