الرياض – وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأحد اتفاقا لتأسيس “مجلس الشراكة الاستراتيجية” بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين، وبحث الجانبان في في المخيم الشتوي بمدينة العلا “الجهود المبذولة تجاه المستجدات الإقليمية والدولية”.

جاء ذلك خلال لقاء بين الأمير محمد وميلوني في منطقة العلا، الموقع الأثري المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في شمال السعودية.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ الزعيمين عرضا “أوجه العلاقات الثنائية بين السعودية وايطاليا، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة”. وذكرت أنه “عقب اللقاء وقع ولي العهد ورئيسة الوزراء الإيطالية على اتفاقية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين حكومة السعودية والحكومة الإيطالية”.

ومن المقرر أيضا إبرام اتفاقات في مجالات الدفاع، والنقل المستدام، والتعاون في قطاع الطاقة، والرياضة، وحماية التراث الثقافي والأثري، حسبما أفاد مصدر في الحكومة الإيطالية السبت.

وتعتبر السعودية الشريك التجاري الثاني لإيطاليا بين دول منطقة الشرق الأوسط، وبلغ حجم التبادل التجاري في 2023 نحو 10.8 مليار دولار، وفق بيانات مركز التجارة الدولية.

وتأتي زيارة ميلوني بعد أقل من أسبوعين من زيارة وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي غيلبرتو بيتشيتو للرياض، حيث وقع اتفاقا مع المملكة في إطار مؤتمر التعدين الدولي “يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال التحول وأمن الطاقة”.

وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية أن مذكرة التفاهم التي تمتد لمدة 5 سنوات، وُقعت في الرياض خلال اجتماع الوزير الإيطالي مع نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود.

وتركز الاتفاقية على تطوير الطاقة المتجددة، وتقليل انبعاثات الميثان، وتعزيز الربط الكهربائي، إلى جانب التعاون في مجالات الهيدروجين والأمونيا المتجددة ومنخفضة الانبعاثات، وتقنيات التقاط الكربون وتخزينه، وفق وكالة “رويترز”.

وأشار بيكيتو إلى أن إيطاليا يمكن أن تكون بوابة رئيسية لتصدير الهيدروجين والأمونيا المتجددة من السعودية إلى أوروبا، مضيفًا أن موقع بلاده يجعلها “أكثر قربًا وتنافسية مقارنة بالبدائل الأخرى في بحر الشمال”.

وبلغت صادرات السعودية لإيطاليا في 2023 نحو 4.9 مليار دولار، فيما بلغت الصادرات السعودية لإيطاليا غير النفطية 737 مليون دولار في 2023.

وتعتبر إيطاليا من بين أكبر 20 دولة تستثمر في السعودية، وحصلت أكثر من 150 شركة إيطالية على رخصة استثمار أجنبي في المملكة. وشهد منتدى الاستثمار السعودي الإيطالي في عام 2023 توقيع 21 اتفاقية.

ويرتبط البلدان بعلاقات وثيقة، إذ يعود تاريخها إلى عام 1932 حينما بادرت إيطاليا لتكون من أوائل الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع السعودية، وفتحت حينئذ قنصلية إيطالية في جدة. وفي عام 1933 جرى توقيع اتفاقية للتعاون بين البلدين.

وتواصلت منذ تلك الفترة مسيرة العلاقات السياسية والحوار بين قيادتي البلدين عبر الزيارات المتبادلة واللقاءات بين المسؤولين في البلدين لتعزيز مستوى العلاقات بينهما في المجالات كافة.

وتطمح روما بأن تصبح المركز الرئيسي للطاقة في أوروبا بفضل موقعها الجغرافي والعقود العديدة التي وقعتها مع دول إفريقية وأيضا مع إسرائيل وأذربيجان.

وتتوجه ميلوني إلى البحرين الاثنين في أول زيارة لرئيس وزراء إيطالي إلى هذا البلد، حيث ستناقش مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة قضايا التعاون الثنائي الرئيسية وأبرزها الدفاع ومكافحة الهجرة غير النظامية.