نجامينا – أكدت الحكومة التشادية اليوم الاثنين أنها تحفظ بحق الرد في حال شنت القوات السودانية هجوما على أراضيها، وذلك بعد تهديدات أطلقها ضابط سوداني كبير، في أحدث حلقة من حلقات التوتر بين البلدين بعد اتهامات وجهها فريق قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان إلى نجامينا بدعم قوات الدعم السريع.

وفي فيديو بثته قناة ”الجزيرة” الأحد حذّر معاون رئيس أركان القوات السودانية ياسر العطا من “أن مطاري نجامينا وأمدجراس أهداف مشروعة” لقوات بلاده.

وقال المتحدث باسم الخارجية التشادية إبراهيم آدم محمد إن هذه التصريحات “يمكن تفسيرها على أنها إعلان حرب إذا أعقبها تنفيذ”، مضيفا أن “مثل هذا الخطاب قد يؤدي إلى تصعيد خطير” في المنطقة، مشددا على أن “تشاد تحتفظ بالحق المشروع في الرد بقوة على أي محاولة عدوان”.

وقال وسيط الجمهورية ورئيس وزراء تشاد الأسبق صالح كيبزابو في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك إن “السودان أعلن للتو الحرب على تشاد”، متابعا “علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد ونستعد له عسكريا ونقوم بالتعبئة لهذا الغرض”.

ومنذ أكثر من ستين عاما تتّهم نجامينا السلطات السودانية بالقيام بكل ما في وسعها لزعزعة استقرار تشاد لا سيما من خلال تنسيق عمليات التمرد ودعم جماعة بوكو حرام.

ويشهد السودان منذ نحو عامين حربا بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش والحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب 2021، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقّب “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024 نفت نجامينا تورطها في النزاع السوداني، بينما اتهمها المعسكر الموالي للجيش بلعب دور نشط في إيصال شحنات الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع.

ودحضت الإمارات بالحجج كافة الاتهامات التي أطلقها الجيش السوداني بأنها تدخلت في الصراع، مشددة على أنها عملت منذ اندلاع الحرب للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السودانية بما يحفظ استقرار البلاد وأمنها.

وأكثر ما يثير قلق نجامينا هو تواجد جماعة متمردة من الزغاوة في مدينة الفاشر (جنوب غرب السودان)، المجموعة العرقية الموجودة أيضا في تشاد، بقيادة عثمان ديلو، الأخ الأصغر للمعارض التشادي يايا ديلو دجيرو الذي قتله الجيش التشادي في الربيع.

وفي فبراير/شباط 2008، شن متمردون من هذه المجموعة العرقية نفسها المتمركزة في السودان هجوما خاطفا في تشاد مع مجموعات أخرى، ما أجبر الرئيس السابق إدريس ديبي إيتنو (1990 – 2021) على اللجوء إلى قصره الرئاسي، قبل أن ينجح في صد المتمردين بدعم حاسم من باريس.

وخلفت الحرب في السودان آلاف القتلى وشردت أكثر من 11 مليون شخص وسط تزايد مخاطر المجاعة على نطاق واسع في ما تصفه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث. كما فر مليونا شخص إلى البلدان المجاورة بينهم 1.5 مليون إلى تشاد.