نجامينا – أدلى الناخبون في تشاد بأصواتهم اليوم الأحد لأول مرة منذ عقد من الزمن، في انتخابات برلمانية قاطعتها المعارضة، ومن المرجح أن تعزز سلطة الرئيس محمد إدريس ديبي التي بدأت بفوزه بالانتخابات الرئاسية في مايو/أيار من العام 2021.

 وتمثّل هذه الانتخابات مرحلة حاسمة ضمن العملية الانتقالية التي بدأت بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو في أبريل/نيسان من العام 2021 على يد المتمردين والتي تلاها تولي نجله محمد إدريس ديبي السلطة من خلال الجيش، فيما اعتبرتها المعارضة “مزورة”.

وفتحت صناديق الاقتراع لأكثر من ثمانية ملايين ناخب، في ظل وضع جيوسياسي مضطرب لاسيما مع انهيار اتفاقية التعاون العسكري مع فرنسا، وهجمات جماعة “بوكو حرام” المتطرفة في منطقة بحيرة تشاد، بالإضافة الى التداعيات السلبية للحرب في السودان.

ومن المتوقع صدور النتائج الأولية بحلول 15 يناير/كانون الثاني 2025، في حين ستكون النتائج النهائية بحلول 31 يناير/كانون الثاني 2025، في الدولة الصحراوية الكبيرة الواقعة وسط أفريقيا.

وشهد البلد آخر انتخابات برلمانية في العام 2011، وأجلت الحكومة انتخابات 2015 إلى أجل غير مسمى لأسباب لوجستية ومادية.

وقاطع حزب المحولون التابع لزعيم المعارضة سوكسيز ماسرا وعدة أحزاب أخرى الانتخابات التشريعية التي أُجريت الأحد. كما قاطعوا الانتخابات المحلية والإقليمية التي جرت في نفس اليوم أيضا، مؤكّدين عزمهم على مراقبة التصويت بشكل مستقل وتقديم أدلة على الانتهاكات إلى المحكمة الأفريقية ومقرها تنزانيا.

ويتهم “المحولون” بقيادة رئيس الوزراء الانتقالي السابق سوسيس ماسرا والذي حل في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية، النظام الحالي بتقسيم البلاد عبر قانون الحدود الانتخابية القائم على أسس عنصرية.

وأوقفت تشاد الحليف الرئيسي للغرب في الحرب ضد متشددين إسلاميين في منطقة الساحل، الشهر الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع فرنسا وهددت بالانسحاب من قوة أمنية إقليمية متعددة الجنسيات.

 وبداية من الأسبوع الماضي، بدأ الانسحاب التدريجي للوحدات العسكرية الفرنسية، حيث غادرت وحدة تضم 120 جندياً فرنسياً نجامينا. وأعلنت هيئة الأركان التشادية تسلّم قاعدة “فايا” العسكرية من القوات الفرنسية، على خلفية الدعوات المتزايدة للتخلص من عبء الاستعمار الفرنسي وتاريخه الثقيل على القارة السمراء.

وقالت الأمم المتحدة في مايو/أيار إن تشاد تستضيف أكثر من 600 ألف لاجئ فروا من الحرب في السودان.

وكان ديبي قد أكّد بداية ديسمبر/كانون الأول أن الاتفاق لم يعد يتماشى مع احتياجات تشاد الأمنية أو الجيوسياسية، مضيفا أن هذا الانسحاب “يأتي في إطار إرادتنا لبناء جيش تشادي أكثر استقلالية وأكثر التزاما وأكثر مسؤولية في الدفاع عن الوطن”.