اسطنبول – اعتقلت الشرطة التركية نحو 200 امرأة في اسطنبول مساء السبت إثر خروج مظاهرة ليلية بمناسبة يوم المرأة العالمي شاركت فيها نحو ثلاثة آلاف امرأة وسط إجراءات أمنية مشددة، ويطالبن بوضع حد للعنف ضد النساء الذي تزايد مع انسحاب الحكومة من اتفاقية اسطنبول عام 2021.

وتحظر السلطات التظاهر منذ سنوات في ميدان تقسيم بوسط المدينة الذي أحيط بعوائق، لكنها تسامحت في السنوات الأخيرة مع بعض التجمعات في أمكنة قريبة مع تكثيف وجودها الأمني.

وبدأت “المظاهرة النسوية الليلية” عند الغروب قرب ميدان تقسيم، حيث ارتدت المشاركات اللون الأرجواني ورفعن لافتات تحمل شعارات بينها “لن نسكت، لسنا خائفات ولن نطيع” و”عاش نضالنا النسوي”.

وعلى الرغم من انتهاء المسيرة دون وقوع حوادث، قال المنظمون إن الشرطة بدأت بعد ذلك باعتقال عدد من المشاركات، ونشروا لقطات تظهر ضباطا يسحبون العديد من النساء بعنف من الحشد.

وأضافوا على منصة اكس “بعد انتهاء المسيرة النسوية الليلية وتفرق الحشد دون وقوع حوادث، بدأت الشرطة في اعتقال صديقاتنا، في عمل استفزازي”، وتابعوا “تم اعتقال نحو 200 امرأة ظلما في الثامن من آذار/مارس”.

وفي وقت سابق، تجمعت مئات المتظاهرات في حي كاديكوي على الجانب الآسيوي من المدينة، ولوحن أيضا بلافتات أثناء سيرهن في الشوارع.

ورفعت النساء لافتات كُتِب عليها بالتركية “نعم للمساواة”، و”أمامنا طريق طويل”، كما رفعت مشاركات في التظاهرات النسائية صور نساءٍ قتلن على أيدي الرجال في تركيا، وفق ما أظهرت صور نشرتها منصّة “أوقفوا قتل النساء” على حسابها الرسمي في منصة “إكس”.

ولم تتوقف التظاهرات النسائية على تلك التي تم تنظيمها في أوقات متفرّقة السبت، فقد خرجت تظاهرات ليلية في العديد من الولايات التركية بينها إسطنبول والعاصمة أنقرة والولايات ذات الغالبية الكردية جنوب شرقي البلاد.

وقالت سيدة تركية شاركت في المظاهرة إن “الحكومة عليها أن تعود لاتفاقية اسطنبول، فهي الضمانة الوحيدة لحفظ حقوقنا”، وهو مطلب تكرره معظم الجمعيات النسوية في تركيا والتي تطالب أنقرة بالعودة لهذه الاتفاقية التي انسحبت منها الحكومة في تمّوز/يوليو من العام 2021 رغم تعرّضها لانتقادات من حلفائها الغربيين.

بدورها، صرحت أرزو جيركيز أوغلو، رئيسة نقابة “ديسك” لوكالة فرانس برس “مع مطالبتنا بإنهاء العنف ضد المرأة، والتصديق على معاهدة إسطنبول ضد قتل الإناث…  فإننا نواصل نضالنا في الثامن من آذار/مارس من أجل الديمقراطية والمساواة والسلام والأخوة”.

وكانت جيركيز أوغلو تشير إلى قرار الرئيس رجب طيب أردوغان سحب تركيا من اتفاقية إسطنبول التي تلزم الدول بوضع قوانين تهدف إلى منع العنف ضد المرأة وملاحقة مرتكبيه.

ولا تجمع تركيا أرقاما رسمية عن الجرائم التي تستهدف النساء، وتترك المهمة للمنظمات النسائية التي تجمع البيانات عن جرائم القتل والوفيات المشبوهة من التقارير الصحافية.

وكشفت منصّة “أوقفوا قتل النساء” عن مقتل 69 امرأة في تركيا على أيدي الرجال خلال عام 2025 الجاري.

وتفيد المنصّة أن 445 امرأة قُتِلت خلال عام 2024 الماضي. ولم تشمل هذه الإحصاءات النساء اللاتي فارقن الحياة في ظروفٍ تقول المنصّة إنها كانت “غامضة”، وفق تعبيرها.

ووفقا للأرقام التي جمعتها المنظمة الحقوقية، قُتلت ما لا يقل عن 1318 امرأة على يد رجال منذ انسحاب تركيا من الاتفاقية في آذار/مارس 2021.