واشنطن – قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعيين عمدة ديربورن هايتس بيل بزِّي سفيرا للولايات المتحدة لدى تونس، خلفا للسفير جو هود، الذي يشغل هذا المنصب منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022.

ويعد سفير الولايات المتحدة الجديد في تونس، أحد أبرز قادة الحملة الانتخابية لترامب في ولاية ميشيغان المتأرجحة، ولعب دورا كبيرا في إقناع عرب أميركا بالتصويت للجمهوريين بعد جنوحهم التاريخيّ للتصويت للديمقراطيين، طوال العقود الماضية .

وفي منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، قال ترامب “يسرني أن أعلن أن عمدة ديربورن هايتس بيل بزي سيكون السفير الأميركي القادم لدى تونس”.

وأوضح أن بزي “جندي مشاة بحرية أميركي مزين بالأوسمة، خدم بلدنا بشرف لمدة 21 عاماً، متعاوناً مع سفراء السفارات الأميركية والدبلوماسيين والقادة في جميع أنحاء العالم”. وعمل بزي أيضا في شركة “بوينغ” كمدير للجودة، وفي شركة “فورد” للسيارات كمهندس تطوير منتجات.

وبعد 22 عاماً مع فورد، تقاعد بزي مبكرا لخدمة مدينته كعمدة لديربورن هايتس، وفقا لترامب.

وحسب الرئيس الأميركي، فقد عمل بزي بـ”جد خلال انتخابات الرئاسة 2024 للمساعدة في تأمين نصرنا التاريخي”، وختم منشوره بالقول “أتطلع لرؤية الأشياء العظيمة التي سيحققها لأمتنا. تهانينا بيل!”.

وبدوره، علق بزي على خبر تعيينه قائلا “أشعر بالشرف والامتنان لتعيين الرئيس دونالد ترامب لي للعمل كسفير الولايات المتحدة لدى تونس”، التي قال إنها من بين الدول المميزة التي زارها على مر السنين.

وأضاف في منشور له على فيسبوك “أحمل مودة كبيرة لتونس وأعضاء برلمانها المحترمين، إلى جانب الأشخاص الذين قابلتهم أثناء زيارتي لدور الأيتام، ومؤسسات المهن النسائية، والمدارس، والعديد من الشركات التي تميز الحضور المتزايد للبلاد في المنطقة”.

وأورد في حديثه عن تعيينه “مع زياراتي للخارج، وزيارات مجموعة البرلمان للولايات المتحدة، والعلاقات التي أقمناها على مر السنين، أنا متحمس للعودة وتمثيل بلدنا بشرف في تونس كسفير أميركي لها”. وأوضح أن هدفه هو “الاستمرار في الخدمة بقدرات تُحدث تأثيراً، وتعزز السلام والشراكات الدبلوماسية، مما يفيد بلدنا ويعزز العلاقات العالمية”.

وينحدر بزِّي من أصول لبنانية، وتحديدا من قرية بنت جبيل، وعمل كضابط سابق في سلاح مشاة البحرية الأميركي (مارينز) لمدَّة 21 عاما. وهو حاصل على شهادة في الهندسة عمل في بعض من أكبر الشركات المختصة بصناعة الطائرات والسيارات.

وانخرط بزي لاحقا في العمل السياسي، كنائب في المجلس البلدي ثم رئيسا لبلدية “دياربورن هايتس” بضواحي مدينة ديترويت، عاصمة ولاية ميشيغان.

وشهدت العلاقات بين تونس والولايات المتحدة مراحل من التعاون الوثيق في مختلف المجالات، من السياسية والاقتصادية إلى الثقافية والأمنية. ومع ذلك، مرت أيضًا ببعض التحديات، خاصة في فترات الأزمات السياسية والاقتصادية التي شهدتها تونس بعد ثورة 2011.

وتطور التعاون الأمني بين تونس والولايات المتحدة بشكل ملحوظ بعد عام 2011، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب. حيث قدمت واشنطن مساعدات عسكرية لتونس، شملت معدات عسكرية، وتدريبات للقوات التونسية، ودعمًا استخباراتيًا لمكافحة التنظيمات الإرهابية.

كما صنفت الولايات المتحدة تونس في 2015 كـ”حليف رئيسي من خارج الناتو”، وهو ما فتح الباب لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين في مجالات الأمن السيبراني ومراقبة الحدود ومحاربة الجماعات المسلحة في المنطقة.

وتستفيد تونس من نظام الأفضليات المعمم “جي.اس.ب” الذي يسمح لبعض المنتجات التونسية بالدخول إلى السوق الأميركية دون رسوم جمركية. ورغم ذلك، لا تزال العلاقات التجارية بين البلدين أقل من الإمكانيات المتاحة، حيث يواجه التعاون الاقتصادي تحديات مثل تعقيدات الاستثمار وعدم الاستقرار السياسي.

تُعد العلاقات الأمريكية التونسية شراكة استراتيجية بنيت على المصالح المتبادلة في مجالات متعددة. ورغم التحديات التي تواجهها هذه العلاقات، إلا أن التعاون مستمر، حيث تسعى الولايات المتحدة لدعم استقرار تونس سياسيًا واقتصاديًا، بينما تسعى تونس للاستفادة من هذا الدعم لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز استقلالية قرارها السياسي. يبقى المستقبل مرهونًا بقدرة الطرفين على تجاوز الخلافات وتعزيز المصالح المشتركة.