بغداد – أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توجيهات بتدشين مطار الموصل الدولي في 10 حزيران/يونيو 2025، المصادف للذكرى الحادية عشرة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة، في إشارة رمزية إلى استعادة المدينة لحياتها بعد الانتصار على الإرهاب.

وسيطر التنظيم الجهادي في 10 حزيران/يونيو 2014 على الموصل، ثاني كبرى مدن العراق ومركز محافظة نينوى في شمال البلاد. وأعلن منها بعد 19 يوما إقامة “الخلافة الإسلامية”.

وبعد معارك عنيفة، استعادت القوات العراقية بدعم من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، المدينة في 2017. وأعلنت بغداد في نهاية العام نفسه هزيمة التنظيم في العراق بعدما سيطر على مساحات واسعة من شماله وغربه.

واستعادت السلطات العراقية في شباط/فبراير 2017 السيطرة على مطار الموصل الدولي الذي دُمّر بالكامل وأصبح خارجا عن الخدمة. وفي آب/أغسطس 2022، وضع رئيس الوزراء حينذاك مصطفى الكاظمي حجر الأساس لإعادة إعماره.

وأصدر السوداني خلال جولة ميدانية في محافظة نينوى، توجيهات “بأن يكون افتتاح المطار في 10 حزيران/يونيو المقبل، الذي يوافق ذكرى احتلال الموصل، ليكون رسالة تحدّ بوجه الإرهاب”، وذلك بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الأحد.

ويعدّ مطار الموصل أحد أهمّ المطارات، على مستوى المحافظات بعد مطاري بغداد والبصرة، وقد تمّ تدميره من قبل تنظيم داعش بشكل ممنهج وبنسبة 100 بالمئة.

وبحسب بيان مكتب السوداني، فقد اعترض المشروع العديد من المشاكل الفنية والإدارية، حيث تم تجاوزها بدعم مباشر من رئيس مجلس الوزراء.

وكانت نسبة الإنجاز في المشروع، الذي يقع ضمن مشاريع تنمية الأقاليم، خلال شهر مارس/آذار الماضي لا تتجاوز 30 بالمئة، وتقدم العمل خلال الثمانية أشهر الماضية، ليصل إلى أكثر من 80 بالمئة، وتم تطبيق جميع الشروط المعتمدة من قبل سلطة الطيران المدني وشركة الملاحة الجوية.

وأطلق السوداني كذلك الأحد مشروعا لتأهيل الواجهة النهرية لمدينة الموصل القديمة في الضفة الغربية لنهر دجلة، مؤكدا أن “العراق في أمن واستقرار وعلى المسار الصحيح، على المستوى الأمني والاستقرار السياسي والمجتمعي والبناء الاقتصادي”.

وبعد سبع سنوات على إعلان السلطات العراقية “النصر” على التنظيم المتطرّف، بدأ الموصليون يعرفون للمرة الأولى منذ سنوات طعم الاستقرار الأمني.

وقال مكتب السوداني أيضا، إن الأخير أطلق الأعمال التنفيذية في محطة كهرباء الشمال الحرارية في محافظة نينوى بطاقة إجمالية (1400 ميغاواط).

وتبلغ طاقة المحطة الإجمالية (1400 ميغاواط)، وتتكون من أربع وحدات توليدية سعة كل واحدة منها (350 ميغاواط) قابلة للتوسيع إلى ست وحدات، وهي مدرجة ضمن الاتفاقية الإطارية الصينية.

وكان المشروع قد توقف أكثر من مرة عن العمل، الأولى كانت في سنة 1990، وأعيد العمل به سنة 2000، ثم توقف سنة 2003، بعدها تعرض للتخريب خلال سيطرة تنظيم داعش مدينة الموصل، وأعادت الحكومة مؤخراً العمل به، ضمن منهجها في إكمال المشاريع المتوقفة عن العمل.

وكان مصدر مطلع قد ذكر أن “برنامج الزيارة يتضمن افتتاح عدد من المشاريع المهمة، مثل المحطة الكهربائية في القيارة، ووضع حجر الأساس لمشاريع الموصل القديمة والواجهة النهرية. كما سيلتقي السوداني بعدد من شيوخ العشائر والشخصيات الموصلية”.

وفي وقت سابق، أعلن محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الموصل قريبًا لوضع حجر الأساس لمشروع “الواجهة النهرية”، الذي يعتبر من أهم مشاريع إعادة إعمار المدينة القديمة.

وأوضح الدخيل، لوكالة “شفق نيوز”، أن حكومة نينوى المحلية تبنت مشاريع لإعادة الحياة إلى مركز الموصل، بما في ذلك إعادة إعمار سوق الصياغ.

وكان السوداني قد أجرى زيارتين إلى محافظة نينوى خلال العام 2024 الاولى في شهر آذار/مارس الماضي، والثانية في شهر أيار/مايو الماضي.

وشهدت الزيارة الأولى خلال هذا العام قيام رئيس الوزراء بتدشين عدد من المشاريع الخدمية الكبيرة من بينها إطلاق العمل في مدينة الغزلاني السكنية الجديدة.

كما وجه في 21 كانون الثاني/يناير 2024، بتنفيذ عدة مشاريع في محافظة نينوى، بينها مشروع الواجهة النهرية للمدينة القديمة، ومشروع فكّ الاختناقات المرورية لمدينة الموصل القديمة.