طرابلس – أجرى وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي اليوم الاثنين مباحثات مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى طرابلس نيكولا أورلاندو بشأن تأثير الأحداث في سوريا.

ويأتي الاجتماع بعد أيام قليلة من لقاء اللافي رفقة وفد ليبي رفيع المستوى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في العاصمة السورية، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون في الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وحسب بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي عبر صفحتها على فيسبوك قال أنورلاندو “اتفقنا على أهمية انسحاب جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا”، لافتا إلى “الحاجة الملحة إلى وضع ميزانية موحدة للبلاد لضمان التوزيع العادل للثروة ودعم الاتحاد الأوروبي لإصلاحات المالية العامة لتعزيز الشفافية والرقابة”.

وأكد الجانبان “أهمية التعاون مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للنهوض بالعملية السياسية وإحراز تقدم ملموس نحو الانتخابات الوطنية”.

ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة في سوريا من شأنها أن تعمق حالة الانقسام السياسي في ليبيا بسبب الخلاف بين الفرقاء الليبيين على تقييم الأوضاع في دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الجاري.

وحرصت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة على إظهار انحيازها لفصائل المعارضة السورية، لا سيما في ظل تطور العلاقات بينها وبين تركيا وتحالفها مع قوى الإسلام السياسي التي لعبت دورا هاما في تكريس التحالف بين طرابلس والمعارضة السورية ومنها هيئة تحرير الشام التي شارك عدد مهم من الليبيين بالقتال في صفوفها في بداية الحرب الأهلية السورية.

وأكدت وزارة الخارجية في حكومة الدبيبة في بيان “دعمها الثابت لنضال السوريين المشروع ضد الاستبداد”، معتبرة أن “هذه المرحلة تعد تتويجا لمسار كفاح طويل من أجل الكرامة والحرية”.

ولا تزال ليبيا منقسمة بين حكومة معترف بها دوليا مقرّها في العاصمة طرابلس، وأخرى منافسة في الشرق تحظى بدعم قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

وكانت حكومة أسامة حماد في الشرق الليبي قد أعادت في مارس/آذار من العام 2020 فتح سفارتها في دمشق بعد ثماني سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وسوريا. فيما كشف اللافي خلال اجتماعه بالإدارة السورية الجديدة “رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بحيث ستعين طرابلس قريبا سفيرا دائما ومقيما هنا في دمشق”.

وأوضح اللافي في تصريحات إعلامية السبت أن التنسيق الأمني بين ليبيا وسوريا ضروري من أجل تفعيل أكثر للعلاقات بين الدولتين، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد نشاطا أكبر بين الجانبين في مجالات عدة. وأشار إلى تشابه التجارب في البلدين، مضيفا أن “هذا الأمر يتطلب قدرا أعلى من التنسيق الأمني والتواصل بين الجانبين”.

ويأمل الليبيون أن تؤدي انتخابات طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة، وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي.