لوس أنجلس – تجتمع النخبة في المجال الموسيقي، الأحد، في لوس أنجلس للمشاركة في احتفال توزيع جوائز غرامي، في ما يتساءل الجميع عمّا إذا كانت بيونسيه ستحظى أخيرا بالتقدير الذي تستحقه من القائمين على هذه المكافآت الموسيقية المرموقة.

ورغم نيل “كوين بي” عشرات الجوائز في الفئات الثانوية مما جعلها الاسم الأكثر فوزا بالمكافآت في تاريخ غرامي، فإنها لم تفز قط بغرامي ألبوم العام أو تسجيل العام، وهما الجائزتان الرئيسيتان في الأمسية.

وقد غذّى عدد المغنيين ذوي البشرة البيضاء الذين فازوا بالجائزة الأبرز ضمن هذه المكافآت كتايلور سويفت وأديل وغاري ستايلز، باستمرار السياسة التقليدية المُعتمدة في المجال الموسيقي الأميركي لاختيار الفائزين.

وقد تضع الدورة السابعة والستون لاحتفال توزيع جوائز غرامي التي تكرم الأفضل في عالم الموسيقى حدّا لعدم فوز بيونسيه بالفئتين الرئيسيتين، مع ألبومها “كاوبوي كارتر” الذي لاقى استحسان النقاد والجمهور.

ولم تنل بيونسيه أبدا تلك الجائزة رغم أنها حصلت على 32 جائزة غرامي عبر مسيرتها الفنية وهو رقم قياسي أكثر من أي نجم آخر في عالم الموسيقى، وبفضل “كاوبوي كارتر” الذي تكرّم فيه بيونسيه الجذور الأميركية الأفريقية لموسيقى الكانتري، تتصدّر المغنية السباق للجوائز مع 11 ترشيحا.

وتتنافس معها على جائزة ألبوم العام النجمة تيلور سويفت بألبوم “ذا تورتشرد بويتس دبارتمنت”، وكذلك بيلي ايليش التي حصلت على سبعة ترشيحات مع ألبومها “هت مي هارد آند سوفت”، والبريطانية تشارلي اكس سي اكس بثمانية ترشيحات، بالإضافة إلى نجوم بوب صاعدين على غرار سابرينا كاربنتر وتشابيل رون (ستة ترشيحات لكل منهما).

وفي حال فازت سويفت هذه السنة بغرامي ألبوم العام مع “ذا تورتشرد بويتس دبارتمنت”، ستكون قد نالت هذه المكافأة للمرة الخامسة، محققة رقما قياسيا جديدا.

ويُتوقَّع أن تكون أجواء الاحتفال حزينة أكثر من المعتاد، إذ لا تزال لوس أنجلس في حالة صدمة بعد الحرائق المدمّرة التي أودت بحياة نحو ثلاثين شخصا وأتت على آلاف المباني في الشهر الماضي.

ويقدم الممثل الكوميدي تريفور نواه الحفل الذي سيتضمن أيضا جمع أموال لصالح موسيقيين وآخرين تضرروا من الحرائق. وخسر مئات في مجال الموسيقى منازلهم وأعمالهم في الكارثة.

وفي حال عدم فوز بيونسيه، فقد يثير ذلك انتقادات تجاه السياسة التقليدية التي يعتمدها القائمون على غرامي لاختيار الفائزين، والمتّهمون بتجاهل الفنانين السود.

وتقول لورون كيرر، الباحثة في الموسيقى في جامعة ويسترن ميشيغان، لوكالة فرانس برس “سيكون من الجيد لجوائز غرامي أن تظهر التزاما أكبر خارج نطاق موسيقى البوب لأصحاب البشرة البيضاء”.

وتضيف أن هذه الثقافة الموسيقية تؤثر عليها سلبا، معيدة التذكير بخسارة بيونسيه عام 2015 أمام المغني بيك الذي فاز حينها بغرامي ألبوم العام، متابعة أن “القيم التي يستند عليها الناخبون تتوافق بشكل أكبر مع الأنواع التي يهيمن عليها البيض، مثل موسيقى الروك والإيندي الروك”.

وبذل القائمون على جوائز غرامي جهدا كبيرا، إذ زادوا عدد المرشحين من خمسة إلى عشرة في الفئات الرئيسية، إلا أنّ هذه الخطوة ساهمت في انقسام الأصوات بشكل أكبر. ونتيجة لذلك، بات فوز ذوي البشرة الملوّنة والفنانين غير التقليديين بجوائز رئيسية، أمرا نادرا.

وسيكون لفوز ألبوم “كاوبوي كارتر” رمزية خاصة، إذ انه يكرّم الجذور الأميركية الأفريقية لموسيقى الكانتري، وهو نوع هيمن عليه الرجال البيض محبّو الخطابات الحادة.

ومع أنّه لم يُرشَّح في فئة ألبوم العام، يبقى مغني الراب كندريك لامار أحد نجوم السهرة مع نيله سبعة ترشيحات، أبرزها في فئة أغنية العام مع “نات لايك آس”.

وستتنافس هذه الأغنية التي يهاجم فيها المغني الكندي دريك، مع “تكساس هولديم” لبيونسيه، و”بيردز أوف ايه فيذر” لبيلي ايليش، و”ناو أند ذن” وهي أغنية جديدة لفرقة البيتلز استُخدمت فيها تقنية الذكاء الاصطناعي.

وستتخلل الحفلة محطات فنية لكل من شاكيرا وبيلي ايليش وسابرينا كاربنتر وتشابيل رون.

وفي الفئات الكثيرة التي سيتم إعلان الفائزين فيها قبل الاحتفال الرسمي، يبرز اسم فرقة الميتال الفرنسية “غوجيرا”. وتتنافس الفرقة لنيل غرامي أفضل أغنية من نوع الميتال مع المغنية مارينا فيوتي والمؤلف الموسيقي فيكتور لو مان.