الجزائر – تخيم على سكان مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، التي تديرها بوليساريو، حالة من السخط والغضب بسبب بناء الجبهة الانفصالية مقرات فخمة من بينها قصر لزعيمها إبراهيم غالي، في وقت تزداد فيه أوضاعهم المعيشية تدهورا، فيما يقيم تبديد الدعم المالي والمساعدات الإنسانية التي ترسلها منظمات وجهات مانحة، لتحسين ظروف عيش الصحراويين، الدليل على تجاهل الجبهة الانفصالية لكافة التحذيرات الدولية من تداعيات تنامي الاحتقان، كما يؤكد أيضا تشبثها بطرحها الانفصالي وسعيها إلى إطالة أمد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بدعم من الجزائر.

وكان منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، قد كشف في بيان سابق عن قيام غالي بتشييد قصر فخم في منطقة الرابوني.

واعتبر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبدالفتاح أن ”توظيف الجبهة الانفصالية لأموال معتبرة لبناء مقرات ضخمة في تندوف يشير إلى نية مبيتة لتوطين المشروع الانفصالي في تلك المنطقة بعدما يئس خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية من إمكانية تحقيق أهدافهم في أقاليمه الجنوبية”، وفق موقع “الصحيفة” المغربي.

ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه بوليساريو عزلة بعد أن انفض من حولها أغلب داعميها، إثر تهاوي الطرح الانفصالي، فيما تتزايد الدعوات الدولية لتصنيفها تنظيما إرهابيا بسبب مخططاتها العدائية التي تشكل تهديدا لاستقرار المنطقة، بينما تتسع قائمة الدول التي تدعم سيادة المغرب على صحرائه وتؤيد الحكم الذاتي تحت سيادته كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل.

ويكشف بناء الجبهة الانفصالية مقرات فخمة وتخصيص ميزانية هامة لتحصينها هواجسها من الاحتقان الاجتماعي وسخط أغلبية السكان بسبب إصرارها على إحكام قبضتها على المخيمات على حساب احتياجاتهم.

ويرى مراقبون أن بوليساريون تُمعن في إذلال الصحراويين الرافضين لطروحاتها الانفصالية من خلال حرمانهم من حقهم في المساعدات الإنسانية، في إطار عقاب جماعي، محذرين من تفجر احتجاجات، لا سيما في ظل البذخ الذي يتمتع به قيادات الجبهة.

وقال رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إن العديد من سكان مخيمات تندوف اقتحموا خلال الآونة الأخيرة مراكز أمنية ومقرات قادة الجبهة من بينها مقر زعيم بوليساريو إبراهيم غالي، موضحا أن الجبهة الانفصالية تتوجس من تعاظم الاحتجاجات بسبب انتهاكاتها لحقوق الصحروايين، الأمر الذي يدفعها إلى تشييد مقرات محصنة أمنيا لحماية نفسها.

وأشار إلى أن الأموال الطائلة التي تنفقها بوليساريو على بناء هذه المقرات يعتبر دليلا على التناقض بين أقوالها وأفعالها، باعتبارها تستجدي المساعدات الإنسانية بذريعة تدهور الأوضاع المعيشية لسكان المخيمات من جهة، وتظهر مظاهر البذخ والترف على قياداتها من جهة أخرى.

وكان منتدى “فورستاين” قد كشف أن غالي يشرف بنفسه على بناء القصر في الرابوني، مشيرا إلى أن ارتفاع كلفة المشروع الذي يضم قاعات لاستقبال الضيوف وأخرى لإقامة الاحتفالات، في وقت يعاني فيه سكان المخيمات شظف العيش، كما يفتقرون إلى أبسط المرافق.

وتصاعدت خلال الآونة الأخيرة الدعوات الدولية لتحرك عاجل للتحقيق في مآل ملايين الدولارات التي أرسلتها منظمات إنسانية وجهات دولية خلال الأعوام الأخيرة من أجل تحسين الأوضاع المعيشية لسكان المخيمات، بينما يثبت الواقع على الميدان أن ظروفهم تزداد قتامة يوما بعد يوما.