القدس – قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير اليوم الأحد إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأ يظهر استعداده لتشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة، مضيفا في مقابلة مع إذاعة الجيش أن فكرة المستوطنات اليهودية في القطاع الفلسطيني كانت موضع ترحيب.

وتابع أنه “بعد كل شيء، يجب أن نتذكر أن هذا قد يكون أعظم عقاب على ما حدث لنا في السابع من أكتوبر… إن المرات الوحيدة التي انتصرنا فيها على أعدائنا كانت عندما انتزعنا منهم أراض. إن احتلال غزة فكرة جيدة بكل تأكيد، لكنني أعترف بأن هذا لن يكون كافيا بالنسبة لي. إنني أريد تشجيع الهجرة وأعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يتمكنوا من المغادرة طوعا إلى بلادهم”.

ولم يوضح على وجه الدقة ما الذي يقصده بـ”بلادهم” إذ ثمة أكثر من سيناريو تردد في ذروة العدوان على غزة بعيد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العامي الماضي، اذ طرح سيناريو تهجير سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية. كما طرحت فكرة تهجيرهم للضفة وللأردن، وكلها سيناريوهات قوبلت برفض دولي وعربي.
وقال بن غفير إنه شاهد على شاشة التلفزيون رجلا في غزة يتوسل للسماح له بالمغادرة، مضيفا “أعتقد أن هناك كثيرين مثله. وأنا أعمل جاهدا لإقناع رئيس الوزراء بأن هذا يجب أن يحدث وبدأت أرى بعض الانفتاح. وآمل أن يفهم في النهاية أن هذه هي الطريقة الوحيدة”.

لكن مبررات الوزير المتطرف لا تلقى اذانا صاغية حتى داخل الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو كما تعارضه المعارضة الإسرائيلية مثلما تعارض فكرة إعادة احتلال غزة وتوسيع النشاط الاستيطاني في القطاع الفلسطيني، بينما تطالب الدول العربية وغالبية المجتمع الدولي بتطبيق حل الدولتين سبيلا للسلام في المنطقة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الاستيطان في غزة ليس مطروحا على الطاولة، بعد أن دعا وزير الإسكان يتسحاق غولدنوبف من حزب التوراة اليهودي المتشدد إلى إقامة مستوطنات خلال زيارة إلى حدود القطاع الأسبوع الماضي، حيث يدفع المستوطنون بالفعل إلى إقامة عدد من المستوطنات هناك.

ويعمل المستوطنون وحلفاؤهم السياسيون في الحكومة والائتلاف على دفع مشروع قانون من شأنه أن يلغي قانون فك الارتباط لعام 2005 الذي مكن من إزالة المستوطنات من القطاع وانسحاب جميع قوات الجيش الإسرائيلي. ثم تولت السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع، ولكن حماس أطاحت بها بالقوة في عام 2007.

ويعتقد المشرعون والوزراء اليمينيون أنه بإلغاء القانون فإن الطريق سيكون ممهدا أمام إنشاء مستوطنات يهودية جديدة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مؤتمر صحفي عقدته صحيفة ‘إسرائيل اليوم’، إن هناك مرونة أكبر من الجانبين للتوصل إلى اتفاق في غزة، مضيفا أن هناك مؤشرات على إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال “أعتقد أننا سنعرف ذلك في الأيام المقبلة. إن المبدأ الأساسي هو أن حماس لا تستطيع أن تحكم غزة ولكننا ملتزمون بالمضي قدما في إطلاق سراح الرهائن”.