التخطي إلى المحتوى

الصالح نيوز :
بصمة جينية للعنف تلاحق السوريين عبر الأجيال

الصالح نيوز : 
  بصمة جينية للعنف تلاحق السوريين عبر الأجيال
الصالح نيوز :
بصمة جينية للعنف تلاحق السوريين عبر الأجيال


الصالح نيوز :
بصمة جينية للعنف تلاحق السوريين عبر الأجيال

بصمة جينية للعنف تلاحق السوريين عبر الأجيال

دراسة حديثة على اللاجئات السوريات وأحفادهن تكشف أن الصدمات تترك أثارا على الحمض النووي، تؤثر على وظائف الجينات وتسارع الشيخوخة البيولوجية تنتقل بالوراثة حتى لمن لم يتعرضوا للعنف مباشرة.

هارتفورد  – ركزت الدراسة على اللاجئات السوريات وأحفادهن، موضحة أن هذه التعديلات قد تؤثر على وظائف الجينات وتسارع الشيخوخة البيولوجية. يشير البحث إلى أن آثار العنف تمتد عبر الزمن، مما يبرز أهمية فهم التأثيرات الوراثية للصدمات وضرورة الوقاية من العنف.

وتشير دراسة حديثة شرت على موقع جامعة بيل الأميركية شاركت في تأليفها عالمة الأنثروبولوجيا بالجامعة، كاثرين بانتر بريك، إلى أن العنف والصدمات يتركان علامات وراثية على جينوم الشخص، تستمر عبر أجيال متعددة.

تركز هذه الدراسة الفريدة من نوعها على التغيرات فوق الجينية – وهي تعديلات كيميائية على الحمض النووي يمكن أن تؤثر على وظيفة الجينات والخصائص الفردية – عبر ثلاثة أجيال من اللاجئين السوريين. وتظهر أن النساء اللواتي تأثرن مباشرة بالعنف والصدمات المرتبطة بالحرب يعانين من تغيرات في العلامات فوق الجينية، كما هو الحال مع أحفادهن، حتى وإن لم يتعرضوا مباشرة للحرب.

نشرت الدراسة في 27 فبراير/شباط في مجلة “ساينتيفيك ريبورتس”، وأجراها فريق دولي بقيادة عالمات يعملن عبر تخصصات متعددة. وهي أحدث حلقة في سلسلة من الأبحاث التي يجريها الفريق لفهم التوقيعات الإدراكية والفسيولوجية والجينية للتوتر والصدمات لدى الأطفال اللاجئين السوريين.

وقالت بانتر بريك، أستاذة الأنثروبولوجيا والصحة والشؤون العالمية في كلية الآداب والعلوم بجامعة ييل ومدرسة ييل جاكسون للشؤون العالمية: “توثق هذه الدراسة آثار التوتر والصدمات داخل الجسم، تحت الجلد. نتائجنا تقدم أول دليل على الإطلاق على أن العنف يمكن أن يترك علامات فوق جينية على الجينوم، مما له تداعيات مهمة لفهم التطور وكيفية ترسخ التجارب الصادمة في الجينوم وانتقالها عبر الأجيال”.

توثق هذه الدراسة آثار التوتر والصدمات داخل الجسم، تحت الجلد

وأضافت: “بينما تركز نتائجنا على عنف الحرب، فإنها تنطبق أيضًا على فهم العواقب العابرة للأجيال للعنف الجنسي والعنف الأسري وعنف الأسلحة النارية، مما يؤكد على أهمية الوقاية من العنف”.

وأوضحت المؤلفة المشاركة في الدراسة، رنا دجاني، أستاذة البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة في الجامعة الهاشمية بالأردن، أن العمل لم يكن ليصبح ممكنًا دون التعاون الدولي والعلاقات المبنية على الثقة داخل المجتمعات اللاجئة، حيث استوحت فكرة المشروع من معرفتها العميقة بتاريخ اللاجئين السوريين في الأردن.

وقالت دجاني: “كان تصميم بحثنا الفريد – الذي شمل ثلاث أجيال مع مجموعة ضابطة محلية – ممكنًا بفضل دوري المزدوج كعالمة وعضو في المجتمع. من خلال إشراك مجتمعاتنا، عززنا الثقة والوعي، مما سمح للعائلات بفهم التأثير البيولوجي للصدمات على أنفسهم وأطفالهم”.

شملت الدراسة نساء من 48 عائلة لاجئة في الأردن كنّ حوامل أثناء صراعات مدنية عنيفة مختلفة اندلعت في سوريا في عامي 1980 و2011. ومن بين هذه العائلات، كانت هناك أُسر شهدت حمل الجدات خلال مجزرة حماة عام 1982، وأخرى شهدت حمل الأمهات خلال الانتفاضة السورية عام 2011 وما تلاها من نزاع مسلح، إضافة إلى مجموعة ضابطة لعائلات انتقلت إلى الأردن قبل اندلاع العنف في عام 1980.

قادت المؤلفة المشاركة ديمة حمادمد، وهي باحثة سورية وابنة لاجئين، البحث عن العائلات التي تتوافق مع معايير الدراسة. جمعت بعدها البيانات من الأمهات وأطفالهن وأحفادهن لمقارنة التعرض المباشر والجنيني والجرثومي للعنف (الخلايا الجرثومية تشكل البويضات والحيوانات المنوية).

وقالت حمادمد: “أشعر بامتنان عميق للعائلات السورية التي فتحت لي أبوابها، ووضعت ثقتها بي لمشاركة قصصها ومعاناتها، على أمل الاعتراف بها، وإيمانًا بمستقبل أفضل لأطفالها. هذا البحث، إلى جانب أهميته العلمية، يمثل خطوة نحو فضح الجرائم وكسر الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة. إنه يتعلق بكشف وتوثيق الاعتداءات الماضية والحالية والاعتراف بها”.

في تحليلهم، فحص الباحثون 850.000 موقع من مثيلة الحمض النووي (DNAm) – وهي التعديل فوق الجيني الأكثر شيوعًا – لدى المشاركين في الدراسة.

ووجد الباحثون أن الأمهات والأطفال الذين تعرضوا مباشرة للعنف لديهم علامات فوق جينية متغيرة؛ حددوا 21 موقعًا مرتبطًا بالتعرض المباشر للعنف، بالإضافة إلى 14 موقعًا مرتبطًا بالتعرض الجرثومي للعنف. وبشكل عام، أظهرت 32 من هذه المواقع تغيرًا مشابهًا في مثيلة الحمض النووي عبر جميع أنماط التعرض للعنف – الجرثومي والجنيني والمباشر – مما يشير إلى وجود بصمة فوق جينية مشتركة للعنف عبر الأجيال ومراحل النمو.

بالإضافة إلى ذلك، حدد الباحثون تسارع العمر فوق الجيني – وهو مؤشر يدل على أن العمر المتوقع بناءً على مثيلة الحمض النووي أكبر من العمر الزمني الفعلي – لدى الأطفال الذين تعرضوا للعنف أثناء الحمل، مما يبرز أهمية فترة النمو داخل الرحم.

وعلى الرغم من أن معظم علامات مثيلة الحمض النووي تُمحى قبل الولادة، تقدم الدراسة دليلًا على أن بعضها قد يستمر عبر الأجيال، مما يعني أن تجربة العنف يتم حفظها وتضمينها في الجينوم، وفقًا لما قالته كوني ج. موليغان، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة فلوريدا والمؤلفة المشاركة في الدراسة.

وأضافت موليغان: “نقترح أن مجموعة صغيرة من علامات المثيلة تكون حساسة بيئيًا وقابلة للوراثة عبر الأجيال، مما يسمح للبشر بالتكيف مع الضغوط البيئية، بما في ذلك التوتر النفسي والاجتماعي والعنف. تسلط نتائجنا الضوء أيضًا على المرونة المذهلة للشعوب التي تعرضت للصدمات حول العالم، والتي نجحت في البقاء وحتى الازدهار رغم الشدائد”.

الصالح نيوز :
بصمة جينية للعنف تلاحق السوريين عبر الأجيال

الصالح نيوز :
بصمة جينية للعنف تلاحق السوريين عبر الأجيال
#بصمة #جينية #للعنف #تلاحق #السوريين #عبر #الأجيال

مصر