طهران – قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي اليوم الثلاثاء إن الرئيس مسعود بزشكيان سيشارك في قمة مجموعة الدول الثماني النامية الإسلامية التي ستعقد في مصر يوم الخميس في ظل تطورات عديدة تشهدها المنطقة.
وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني إلى مصر منذ أكثر من عقد فيما تسعى السلطات الإيرانية منذ مدة لتحسين العلاقات مع عدد من دول المنطقة، بما فيها مصر في خضم تطورات أهمها الحرب في غزة وسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد حليف طهران وكذلك اضعاف حزب الله اللبناني بعد حرب مدمرة مع اسرائيل.
وستستضيف مصر قمة منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادي، التي تضم أيضا بنغلادش وإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا في خضم العديد من التحديات الاقتصادية والتغيرات الجيوسياسية.
وتوترت العلاقات بين مصر وإيران بشكل عام في العقود القليلة الماضية، لكن البلدين كثفا الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى منذ اندلاع أزمة غزة العام الماضي والتي حاولت مصر لعب دور الوسيط فيها فيما تراجعت الانتقادات التي توجهها الحكومة الايرانية ووكلائها في المنطقة تجاه القاهرة.
وسافر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مصر في أكتوبر/تشرين الأول لمناقشة قضايا إقليمية مع المسؤولين المصريين، كما سافر نظيره المصري بدر عبدالعاطي إلى طهران في يوليو/تموز لحضور حفل تنصيب بزشكيان.
والسنة الماضية أفاد مصدر دبلوماسي إيراني بأن طهران والقاهرة تدرسان إعادة افتتاح السفارات في البلدين، فيما تبذل جهود لتعزيز التقارب بين البلدين، على وقع الاتفاق الذي أنهى سنوات من القطيعة بين السعودية وإيران.
ويأتي الحديث عن التقارب المصري الإيراني في ظل العديد من التحديات أبرزها سقوط النظام السوري الذي كان حليفا لإيران فيما يرتبط كذلك بعلاقات جيدة مع السلطات المصرية لكن بعد سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق يسعا البلدان لاستكشاف السلطات السورية الجديدة.
وقال بقائي في مؤتمر صحفي أسبوعي بثه التلفزيون “لدينا قمة مهمة… (للمجموعة) المعروفة باسم دي-8 في مصر، وسيشارك وزير الخارجية في المؤتمر الوزاري ثم ستعقد القمة بمشاركة الرئيس”.
وأضاف أن إيران ستناقش الشؤون الإقليمية والثنائية مع الدول المشاركة على هامش القمة.

وتأسست منظمة الدول الثمانى للتعاون الاقتصادي في عام 1997 بهدف تحسين التعاون بين بلدان تمتد من جنوب شرق آسيا إلى أفريقيا.
ورغم ان العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيران ليست بالكبيرة بسبب عدة عوامل أهمها الخلاف الجيوسياسي وكذلك العقوبات الغربية على طهران لكن البلدان عضوان في مجموعة بريكس ما سيفتح امامهما مجالا من التعاون في المرحلة المقبلة.
ويعمل البلدان منذ السنة الماضية على تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية حيث التقى وزير الاقتصاد الإيراني السابق سيد إحسان خاندوزي، مع وزير المالية المصري السابق محمد معيط، حيث استعرضا تطورات العلاقات الثنائية والتجارية وذلك على هامش اجتماع البنك الآسيوي للبنية التحتية الذي استضافته مدينة شرم الشيخ.