بغداد – فتح فيلم “باب رقم 7” للمخرج الكندي العراقي أنس منفي الأبواب للسينما العراقية في أول أيام عيد الفطر، وذلك بعد انقطاع دام سنوات عن الإنتاج السينمائي بالعراق.

واختار أنس منفي أن تكون بداية الطريق للعودة إلى الإنتاج السينمائي العراقي بتقديم إبداعات وطاقات الشباب، قائلا في تدوينة نشرها على حسابه بإنستغرام “يسعدني ويشرفني أن أكون في وطني العراق وبين أهلي وشعبي وكُلي فخر واعتزاز بما قدمتهُ للسينما العراقية في أول فيلم عراقي سينمائي طويل من بعد انقطاع دام لسنوات عديدة، هذا أنا الشاب الطموح الذي يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه وترك بصمة في الإنجازات العراقية”.

وأضاف “فرحتي لا توصف بينكم ودعمكم المتواصل وتشجيعكم هو مسؤوليتي والحافز الأول للاستمرار بتقديم الأعمال.. شكرا من القلب لكل من ساهم وشارك في هذا الفيلم من الممثلين وكادر العمل وكل من ساند ودعم هذا الإنجاز بالأخص داعمي الأول الكابتن فلاح منفي… انتظروني قريبا في أعمال قادمة إن شاء الله”.

وفي أول وأحدث تجربة لصناعة الأفلام في تاريخ السينما العراقية الحديثة، تم تصوير مشاهد الفيلم بأحدث التقنيات في مجال صناعة الأفلام السينمـائية، والتعامل مع شركات أجنبية عالمية مُختصة، لإنجاز جودة عالية من المؤثرات المرئية (VFX) ونقاوة الصوت في أول عمل سينمائي عراقي خارج عن المألوف منذ سنوات طويلة.

والعمل من إخراج خريج جامعة تورنتو للأفلام في كندا أنس منفي، وتأليف الباقر جعفر، وإنتاج AM Film Production، ويشارك فيه كل من سيـف الشريف، رويـدة شاهين، عـواطف نعيم، عـلي الكرخي، غـصون حيدر، عزيز خيون وغيرهم.

واستقبلت قاعات السينما بمختلف محافظات العراق الفيلم الذي يسافر بهم ضمن تجربة سينمائية مختلفة في رحلة بين الواقع والأسطورة، ففي إطار من الإثارة، المغامرة والخيال العلمي، يلتقي “علاء” (يجسد دوره النجم سيـف الشريف) بالباحثة المهووسة “سرور” (تلعب دورها النجمة رويـدة شاهين) وسط إحدى البنايات المهجورة في بغداد، وسرعان ما يجد نفسه عالقًا في مغامرة غامضة للبحث عن عالم مدفون تحت بلاد ما بين النهرين!

وقالت رويـدة شاهين في منشور سابق على حسابها بإنستغرام “بداية قوية لصناعة الأفلام السينمائية في عراقنا الحبيب ولنثبت للجميع إمكانيات الممثل والكوادر العراقية بأعمال تضاهي العربية والعالمية على يد المخرج الكندي من أصول عراقية والي رجع لبلدة بكل شغف وحماس حتى يثبت للعالم بأن العراق بلد الفن والحضارة من خلال فيلم سينمائي سيكون ولادة جديدة وهيَ الأضخم في تاريخ السينما العراقية وليس هذه إلا البداية”، وجاء ذلك على هامش توقيعها على عقد المشاركة في العمل، مضيفة “انتظروني بعمل سينمائي عراقي احترافي بكل المقاييس”.

وحرص مخرج العمل على دمج الفانتازيا مع المجتمع العراقي، وابتكار توليفة سينمائية حديثة تثير إعجاب المشاهدين، وفق ما نقله موقع “إي تي بالعربي” عن أنس منفي.

وأشار إلى أن “إنجاز الفيلم لم يكن سهلاً، فقد تم تصويره في ثلاث محافظات مختلفة، من أقصى الشمال إلى بغداد والجنوب، ليعكس تنوع البيئة العراقية وإمكانياتها الإبداعية في الإنتاج السينمائي، متمنيا أن يكون هذا العمل بداية موفقة تفتح الأبواب لصناعة سينمائية حقيقية داخل العراق.

وأظهرت صالات السينما العراقية حرصا على ضمان مشاهدة مريحة لعشاق الفن السابع، حيث تم تزويد القاعات بأحدث الشاشات وأجهزة الصوت عالية الوضوح والدقة، ورفاهية مقاعد الجلوس.

وتدهورت أوضاع الصناعة السينمائية العراقية بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وعانى المخرجون السينمائيون من الإهمال وهاجر الكثير منهم لضعف الإمكانيات المادية. ومن أبرز المعوقات التي واجهتهم ولا تزال تواجه صناع السينما إلى اليوم عدم وجود صالات سينما كافية، بل هناك الكثير من المدن العراقية التي تخلو من أي دار سينما، وأصبحت الأفلام تصنع بجهود فردية قليلة من أجل المهرجانات والمشاركات الخارجية فقط.