طرابلس – اثارت تصريحات أدلى بها في في منتدى دافوس الاقتصادي عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الممنتهية ولايتها، موجة من الانتقادات، حيث رأى العديد من المحللين والسياسيين أن تصريحاته تمثل إهانة مباشرة لتاريخ البلاد وشعبها وتبرير للإخفاقات المتكررة لحكومته.

وخلال جلسة حوارية حول الأمن والاستقرار بالمنتدى الاقتصادي العالمي، قال الدبيبة إن “ليبيا ليست فقط المتخوفة بل الأوروبيون يتدارسون ما هو قادم، وحتى العالم والصين” مؤكدا أن بلاده “لا تخشى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب”، مشددا على أن “المقاربة الأمنية فقط لا تحل المشكلة”، مشيرا إلى أن ليبيا رغم صغر حجمها وضعف إمكانياتها النسبي، تمتلك إرادة حقيقية للنهوض.

وتابع “لدينا أمثلة كثيرة سواء في أفغانستان وسوريا، ولا بد من البحث وراء الثقافة والتراث وحياة الإنسان وماذا تريد الشعوب، فالمشكلات في منطقتنا ترجع إلى وجود تفاوت بين متطلبات الشعوب وموقف القوى الحاكمة”.
واعتبر أن التحدي اليوم في البلاد يتمثل في ثلاث جهات لديها الرغبة في السيطرة، قائلا “هناك نظام عسكري يرغب في الانقضاض بقوة السلاح على الدولة وإدارتها، وهناك نظام إيديولوجي يتخذ من الدين ذريعة ويريد السيطرة على البلد، وهناك النظام السابق الذي حكم 40 سنة يريد إعادة التدوير والعودة”.

وأثارت هذه التصريحات حفيظة العديد من الوجوه السياسية في ليبيا، حيث وصفها المحلل السياسي كامل المرعاش بـ”السطحية والمتناقضة” معتبرا أن الدبيبة “ليس رجل دولة ولا يمتلك صفات القيادة”.

وأشار المرعاش إلى أن عبدالحميد الدبيبة يقول إنه أعاد الاستقرار، لكن المنطقة الغربية شهدت أكثر من 14 صراعًا مسلحًا بين الميليشيات خلال فترة حكمه. واتهمه بالسعي للبقاء في الحكم بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار ليبيا، معتبرًا أنه يرفض أي تنازلات لإنهاء الانقسام أو تمهيد الطريق لإجراء الانتخابات، وفق موقع المرصد المحلي.
وأضاف أن مخاوف رئيس حكومة الوحدة الوطنية تتعلق أيضًا بالموقف الأميركي الجديد، لا سيما على إثر تصريحات سابقة لترامب والتي انتقد فيها بشدة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما يعكس تغييرات محتملة في السياسة الأميركية تجاه ليبيا،وفق المصدر ذاته.

وعن حديث الدبيبة عن المقاربة الأمنية، أشار المحلل السياسي إلى أن غرب ليبيا شهد أكثر من 14 صراعا مسلحًا بين الميليشيات المسيطرة على طرابلس، معتبرًا أن الوضع الأمني الهش في البلاد يشكل خطرًا على محاربة الإرهاب وتأمين النفط، مما قد يدفع الإدارة الأميركية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.

 وركز رئيس حكومة طرابلس في خطابه على ضرورة إقرار دستور جديد يضمن إجراء الانتخابات والاستقرار، الا أن ذلك أثار تساؤلات حول أهدافه الحقيقية، فيما قال البعض إن هذه الدعوات ليست إلا وسيلة لتصدير صورة جديدة عن حكومته على المستوى الدولي، التي تواجه تحديات داخلية هائلة تتمثل في الانقسام السياسي وضعف الخدمات والفساد المستشري.