باريس/الرباط – لعبت الاستخبارات المغربية دورا بارزا في اعتقال مطلوبين للعدالة الدولية ضمن شبكة تزعمها فرنسي من أصل جزائري يدعى محمد عمرة، فيما وجهت باريس الشكر إلى الرباط على نجاح هذه العملية، بينما يمهّد هذا الإنجاز الأمني المغربي الطريق أمام تعزيز التعاون الأمني بين البلدين اللذين دشنا صداقة وشراكة إستراتيجية بعد الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه.

وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني في وقت سابق أنه “توقيف مواطنين فرنسيين بموجب أوامر دولية صادرة عن السلطات الفرنسية لتورطهما في عملية قتل عمد استهدفت موظفين بسجن فرنسي في 14 مايو/أيار 2024، مما مكن من تسهيل هروب سجين من أصول جزائرية والذي تم توقيفه نهاية الأسبوع الماضي برومانيا”، وفق موقع “الصحيفة” المغربي.

ووصفت المدعية العامة الفرنسية المغرب إلى جانب الولايات المتحدة ورومانيا، بـ”الشركاء” في هذه العملية الأمنية، موجهة الشكر لهم.

وينضاف هذا النجاح المغربي إلى العديد من الإنجازات التي حققها الأمن المغربي باعتقاله العشرات من المطلوبين للعدالة الدولية في إطار تعاون وثيق بين الرباط وأجهزة الاستخبارات الأوروبية.

وأفاد المصدر نفسه بأن “المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ألقت مساء الأحد الماضي القبض على مواطنين فرنسيين يبلغان من العمر 28 و38 سنة، كانا مبحوثا عنهما بموجب نشرات حمراء عممتها المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول”.

وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني أن “الأبحاث والتحريات المنجزة أسفرت عن تحديد مكان اختفاء المواطنين الفرنسيين المشتبه فيهما، قبل أن تقود عملية أمنية معززة إلى توقيفهما بمدينة مراكش”.

وأوضحت أنه يشتبه في تورط الموقوفين في ارتكاب جرائم أخرى في إطار عصابة للإجرام المنظم من بينها حيازة أسلحة دون ترخيص والسرقة ومحاولة القتل بالإضافة إلى محاول تخريب بعض الممتلكات.

وقامت السلطات المغربية بإشعار نظيرتها الفرنسية باعتقال العنصرين في انتظار البدء في إجراءات التسليم في إطار التعاون القضائي بين باريس والرباط.

وتمكن الأمن المغربي خلال العام 2023 من توقيف 92 شخصا صدرت بحقهم بطاقات اعتقال دولية في قضايا مختلفة، كما سلّم العشرات من الموقوفين إلى بلدانهم.

وينظر إلى المغرب كشريك دولي موثوق في مكافحة كافة أشكال الجريمة العابرة للحدود وتفكيك الشبكات الإجرامية، بينما تعوّل العديد من الدول الأوروبية على دوره في هذا المجال وتولي أهمية بالغة للتعاون والتنسيق مع الاستخبارات المغربية.

وشكّل حصول المخابرات المغربية على ‘نجمة رومانيا’ في العام 2023 اعترافا بالنجاحات التي راكمها أمن المملكة في تفكيك واختراق العصابات، فضلا عن جهودها مع شركائها الدوليين والتي أفضت إلى إحباط مخططات إرهابية في عدد من الدول الأوروبية من بينها ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا من خلال توفير معلومات دقيقة عن تواجد إرهابيين.

ويولي المغرب أهمية بالغه لتطوير أجهزته الأمنية وتكوين كوادرها كما يحرص على تزويد القوات بأحدث التجهيزات للتصدي لكافة أشكال الجريمة، فيما تجمع شهادات زوار المملكة على الإحساس بالأمان خلال تواجدهم على أراضيها.