مدريد – اتفق وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت مع نظيره الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا خلال مباحثات جمعتهما اليوم الاثنين بالعاصمة مدريد على تعزيز التعاون الأمني، ما يؤشر على أن البلدين عازمان على مزيد تقوية التنسيق الذي أدى إلى إحباط العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدفهما بفضل تعاون اسختباراتي، فضلا عن نجاح أجهزتهما الأمنية في تفكيك عدة شبكات إجرامية واعتقال العشرات من العناصر الإرهابية.

وأكد الوزيران على “الطابع الغني والسلس للتعاون الثنائي في هذا المجال الأمني، مبرزين النتائج الهامة التي تم تحقيقها، لا سيما في مجال الوقاية من المنظمات الإجرامية والإرهابية التي تهدد ضفتي المتوسط”، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

واتفق لفتيت ومارلاسكا على مواصلة تعزيز القدرات الاستباقية والتنسيق العملياتي، وكذلك آليات تبادل المعلومات والخبرات.

ونفّذت القوات الأمنية المغربية والإسبانية خلال الفترة الأخيرة عمليات مشتركة أفضت إلى تفكيك خلايا إرهابية في وقت قياسي، على غرار العملية التي تم تنفيذها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وأدت إلى الإطاحة بخلية تتكون من تسعة عناصر كانت تخطط لشنّ هجمات في مدينة مليلية وعدد من المدن الإسبانية.

وأشادت إسبانيا حينها بالجهود التي بذلتها المديرية العامة المغربية لمراقبة التراب الوطني، مؤكدة أنها لعبت دورا هاما في الإطاحة بالعناصر الإرهابية.

ويشكّل التنسيق والتعاون الأمني بين مدريد والرباط نموذجا يحتذى به في المنطقة، خاصة في ضوء النتائج المحققة من بينها اعتقال العشرات من العناصر الإرهابية والمطلوبين للعدالة الدولية.

وتأتي زيارة لفتيت إلى العاصمة الإسبانية في إطار الزيارات المتبادلة بشكل دوري وكان آخرها زيارة المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية، فرانسيسكو باردو بيكيراس إلى الرباط في مايو/أيار الماضي، حيث تباحث مع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بالمغرب عبداللطيف حموشي بشأن مزيد تعزيز التعاون.

وتعوّل إسبانيا على الخبرة التي راكمها المغرب في إجهاض مخططات الخلايا الإرهابية وتعقب عناصرها، بفضل اليقظة العالية وجاهزية قواته للتصدي لكافة المخاطر الأمنية.

ويلعب المغرب دورا محوريا في الجهود الأمنية الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف، إذ يعتمد إستراتيجية أمنية في مكافحة مختلف المخاطر والتهديدات، فضلا عن تحالفات دولية وشراكات خاصة مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عززت من قدراته.

وفيما يتعلق بقضية الهجرة، ذكر الوزيران بأهمية التضامن الفاعل بين بلديهما في مجال مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر.
وأكدا على تقارب مقارباتهما الرامية إلى تشجيع تدفقات الهجرة النظامية والمنظمة، باعتبارها “رافعة للتقارب بين الشعوب وتعزيز الروابط الحضارية”.
ونوها أيضا بالمبادرات الملموسة التي يتم تنفيذها في إطار المجموعة المشتركة الدائمة المغربية الإسبانية حول الهجرة، التي تحتل مكانة مركزية في هذا التعاون.
وأسفر التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا خلال السنوات الأخيرة، عن تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية والشبكات الإجرامية التي تنشط في مجالي تهريب المخدرات والاتجار بالبشر في البلدين.

وفي سياق متصل رفض وزير الداخلية الإسباني الكشف عن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم ترحيلهم، وفق صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية التي عزت ذلك إلى حرص مدريد على متانة علاقتها بالرباط.

وأفادت الوزارة بأن “الإعلان عن عدد المهاجرين الذين تم ترحيلهم وكذلك جنسياتهم  قد يُعتبر عملاً عدائيًا ويؤدي إلى توتير العلاقات الدبلوماسية مع المغرب”، وفق الصحيفة الإسبانية.

وتشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا زخما لافتا منذ الاعتراف الإسباني في العام 2022 بسيادة المملكة على صحرائها، بينما دشن البلدان شراكة إستراتيجية في أعقاب الزيارة التي أداها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط العام الماضي ولقاء القمة الذي عقده مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وتعوّل إسبانيا والعديد من الدول الأوروبية على المغرب في مكافحة الهجرة غير الشرعية بالنظر إلى الخبرة التي راكمها في هذا المجال، فيما كشفت وزارة الداخلية المغربية أن قواتها منعت خلال العام الماضي أكثر من 78 ألف مهاجر من العبور إلى دول التكتل بزيادة بنحو 4.6 بالمئة مقارنة بسنة 2023.