الرباط – تعتزم مؤسسة الأطلس الكبير إطلاق مشروع بيئي بالداخلة بالأقاليم الصحراوية الجنوبية يهدف الى احداث مشتل قادر على انتاج 350 ألف شجرة مثمرة سنويا وتشجير الحزام الأخضر للمدينة الممتد على مساحة 60 هكتارا، في خطوة لتحويل الصحراء المغربية  إلى جنة خضراء.

وتأتي المبادرة بالتعاون مع عدد من الشركاء بينها المؤسسة التعليمية الابتدائية “لكلات” بمدينة الداخلة لتسلط الضوء على أهمية عمليات التشجير في الحفاظ على البيئة وإشاعة الوعي البيئي لدى الناشئة، وفق موقع تليكسبريس المحلي.

وأطلقت مؤسسة الأطلس الكبير العديد من المشاريع خاصة في مجال الزراعة المستدامة. وأوضح رئيس المؤسسة يوسف بن مير في تصريح لوسائل اعلام محلية أنها قامت بإطلاق تسعة مشاتل عبر مختلف جهات المملكة تنتج أكثر من 3.2 مليون شجرة ويتم توزيعها على الفلاحين والمؤسسات، مشيرا الى أنهم يطمحون الى إنتاج خمسة ملايين شتلة سنويا اعتبارا من العام المقبل.

وأشار شمس الدين ولد سيدي بابا المسؤول بالمؤسسة ذاتها الى الخصائص البيئية المميزة التي تتوفر عليها جهة الداخلة وادي الذهب، موضحا أن الأشجار التي سيتم غرسها سيتعين مراعاة ملاءمتها للطقس والمناخ السائد بالمنطقة.

واعتبر اسليمة أمرز المنسق الجهوي للبرامج البيئية والتنمية المستدامة بأكاديمية الداخلة وادي الذهب أن اختيار مؤسسة تعليمية ابتدائية من أجل الإعلان عن مشاريع التشجير يكتسي أهمية كبيرة لكونه سيساهم في إذكاء الوعي البيئي لدى الناشئة والساكنة عموما.

ويولي العاهل المغربي الملك محمد السادس أهمية بالغة لتنمية الأقاليم الجنوبية، في إطار رؤية تهدف إلى تحويل الصحراء إلى مركز لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء لا سيما في وقت يتزايد فيه التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الحلّ الأكثر واقعية وجدية.

وتشهد الأقاليم الصحراوية المغربية وخاصة جهة الداخلة وادي الذهب خلال السنوات الأخيرة نقلة تنموية نوعية جعل منها مركزا اقتصاديا جاذبا، فيما يشدد الملك محمد السادس على البعد التنموي في الصحراء وعلى ضرورة تنمية وتقوية النسيج الاقتصادي فيها، عبر الرهان على المؤهلات الطبيعية للمنطقة بهدف مواكبة التمدن والتوسع العمراني الذي تشهده.

وتعرف مدن الصحراء المغربية تنفيذ حزمة من المشاريع البنيوية الهامة من بينها مشروع ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السريع تيزنيت – الداخلة بطول 1055 كلم وتهيئة منطقة للأنشطة الصناعية واللوجستية في جهة جماعة المرسى بمدينة العيون بالإضافة إلى خطط لتشييد محطات لتحلية المياه لتشجيع السكان على الأنشطة الزراعية.

وتستقطب التحولات الضخمة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمغرب اهتماما من وسائل إعلام دولية بدأت تسلط الضوء على مشاريع التنمية في الصحراء المغربية وعلى مشاريع إعادة تأهيل البنى التحتية في المنطقة والتي تجاوزت عقبات ومحاولات تخريب وتشويش من قبل جبهة بوليساريو الانفصالية وداعمتها الجزائر.